مأساة مترجم
كانت عودتي حزينة، يهطل المطر بلا توقف، أضع يدي خارج النافذة، ويتحرك الترام ببطء، عبر أحدهم قضبان الترام متسرعًا، بينما سمعت أناس يصرخون ويسبون، لقد تعبت من هؤلاء البشر، وضعت يدي على وجهي، وبللته بطريقة غير لائقة، أدارت المرأة التي تجلس أمامي وجهها، فلم تستطع فعل أي شيء آخر، لأن وجهي مبلل، ربما أن تبلل وجهك أمام سيدة لا تعرفها من قبل أمر مُخزٍ، ليس لدي أدني فكرة عن صحة ذلك، لقد غادر الترام مجددًا، حيث تحمل امرأة في الشارع أكياسًا من الشبك في يدها وتمسك بمظلة مكسورة أثارت ضجة شديدة، وتحدثت بصخب شديد، فهي أرادت بالتأكيد أن يتحمل سائق الترام مسؤولية فعلته، يجب عليه تحمل إصلاح الضرر الذي وقع على المظلة، لقد صرخت بشدة لدرجة أنني لم أتوقف عن سماع صراخها بينما نسير قدمًا، فلا شك أنها كانت على حق، فلو اعتبرنا أن الحادث لم يكن مصادفة، فعلينا أن نحمّل سائق الترام المسؤولية، فذلك البائس لم يضغط المكابح مسبقًا، ذلك الرجل الفاسد، الذي لو كان بائع التذاكر لسرق المال من المكفوفين دون أن يشعر بأدنى درجة من تأنيب الضمير فهو لم يعترف بالضرر الذي أوقعه، ذلك المجرم.
























الرئيسية
فلتر
لا يوجد مراجعات