عمارة يعقوبيان
تتحدث هذه الرواية عن التغيرات الكثيرة والمتتابعة التي شهدها المجتمع المصري وطرأت عليه نتيجة تغير العديد من الأفكار والسلوكيات، خصوصاً ما بعد حركة الانفتاح. تعرض الرواية نماذجاً واقعية عاشت بين أفراد المجتمع المصري، ومن بين هذه النماذج نموذج الفتاة الكادحة التي تُكافح وتعمل لأجل القليل من الأوراق النقدية كي تطفي متطلباتها الشخصية وكي تُخرس لسان أسرتها عن اللوم والسؤال. جمال الفتاة ووضعها الاجتماعي الذي كان تحت خط الفقر جعل منها مطمعاً لشهوات الكثيرين من الرجال ضعاف النفوس ومن بينهم الرجل الأرستقراطي حاتم رشيد الذي يعمل مدير تحرير لصحيفة تصدر باللغة الفرنسية. يُعاني حاتم رشيد من عقدة منذ طفولته وهي أنه يبحث عن ذاته منذ الصغر ويعيش جملةً من الصراعات النفسية، فيقرر البحث عن ذاته وعمن يُعطيه حنان الأم والأب وقسوتهما في نفس الوقت، خصوصاً أنه افتقد لوجود الأب طوال فترة الصبا، كما أنه رأى أمه بين أحضان الكثيرين من الغرباء. ظهرت لدى حاتم مراد ميولاً نحو أبناء جنسه والعديد من الانحرافات، حتى أن هذه الأفكار والانحرافات كبرت معه منذ الطفولة. يظهر في الرواية نموذجاً للانحراف والتطور الذي يتجسد في شخص حارس العمارة والذي كان حلمه الانضمام للكلية العسكرية، لكن جميع أحلامه تحطمت، فقرر الالتحاق بكلية مرموقة فتفاجأ بالفوارق الطبقية بينه وبين زملائه الآخرين. يستسلم لليأس والإحباط ويُصبح فريسةً لجماعة الإسلام المسيس والأشخاص المتطرفين الذين يخلطون بين الدين والسياسة. بطل الرواية زير نساء وينتقل من حضن امرأة ساقطة إلى أخرى، ويلهث وراء ملذاته ويظل يبحث عن السراب ولا يجده حتى يُصبح مثل الأسد العجوز الذي يسقط دفعةً واحدةً.
لا يوجد مراجعات