رؤوس وتوابل : ميثاق اللهب في مطبخ الأمير السلجوقي
الحكاية ذات سرد واضح من حيث ثراء التفاصيل والتفرعات والامتدادات، ما يجعلها عملاً تصويرياًّ دقيقاً جداًّ لِمَا تكون عليه الدول في مراحل انحلالها الأخيرة، ويكون الأشخاص والكيانات المرتبطة بها جزءاً من انعكاس ذلك السقوط. وإذْ يبدأ ظهور علامات الضعف على سلطنة سلاجقة الروم، يتجرأ أميران تركيان من أتراك الأناضول على مطالبة أمير سلجوقي بإعادة بعض الأرض من إمارته إليهما، كونها كانت في القديم مُلكاً لعائلتهما قبل امتداد سلطة الدولة السلجوقية من شرق إيران إلى أرض الأناضول غرباً. يفكر الأمير السلجوقي في طلبهما الذي لا يعتبره مجحفاً. يكتب إليهما عن رغبته في استشارة أهل قصره وأعيانه الحكماء مع إبداء التساهل من قِبله، والرغبة في تسوية طلبهما بسلام.
يفاتح الأمير أعيان قصره ومستشاريه بأمر المراسلة بينه وبين الأميرين الأخوين ميكائيل، وبميله إلى منحهما قطعة الأرض من شرق إمارته الواقعة بين مدينة حلب وإمارة أنطاكية الصليبية. يفاجأ الأمير برفض شديد تتولاه زوجته تُركان وابنه الأكبر كاميار، ثم يصير التنافر قوياًّ بين رغبته في تسوية الأمر مع الأميرين التركيين ـ ضمن إحساسه بازدياد ضعف السلاجقة ـ وبين رغبة زوجته وابنه في رفض المساومة.
لا يوجد مراجعات