أقصى العالم
كان هناك شخص لم أعره اهتماماً، لم يكن يرتدي صدرية بيضاء ولم يلتفت اليه احد، غير أن نظرة واحدة منه أربكتني قليلاً، شئ ما في وجهه جعلني ألمح خطراً غامضاً، ما زلت أذكر ملامحه جيداً، كيف لم ألحظ وجوده مع أنه يجلس على أريكة قريبة؟ كان أبيض البشرة يرتدي بدلة سمائية، يطالعني بعينين حادتين، الجرأة والقسوة اللتان في عينيه أثارتا لدي الكثير من المخاوف، ورأيت فيه شبهاً بأولئك الرجال الذين يعملون في أجهزة المخابرات والأمن، كان يرمقني بسخرية واضحة تنطويعلى تحد، حاولت تجاهل نظراته ومضيت في سرد قصتي غير عابئ بوجوده الثقيل، ورحت أتحدث عن فساد العالم واقتراب يوم الحساب، وعن مسؤوليتي في تحذير الناس قبل حلول الكارثة، وكيف أن الشر متأصل في النفس البشرية...
لا يوجد مراجعات