ملائكة الجنوب
بعد 23 عاماً يعود هارون والي من المنفى إلى مدينته عماريا، في معرض للصور هناك نظمته الوحدة العسكرية البريطانية المختصة بنبش القبور "نومانس لاند"، يلتقي بنقّاش الذهب الملاك (كما أطلق الناس على نور ابن شيخ يحيى ملا ابراهيم، يسمعه هارون يكرر أمامه الجملة ذاتها التي قالتها له ذات يوم أيضاً ملائكة ابنة الطبيب اليهودي داوود كيبّاي والطبيبة المسيحية نوال حنا الشيخ. لكن أية قصة؟ هل هي قصة النقوش المئة وثلاث وتسعين التي احتفظت بها له أمه، تلك النقوش التي ترك الملاك عليها صورة ملائكة مثل الختم أم هي قصة أصغر شاعر عرفته المدينة، نعيم عباس صديق الملاك، الذي أحب هو الآخر ملائكة والذي رحل في الخمسينات إلى بلاد لم يخترها أبداً؟ ماذا عن قصة سيارة الشوفروليه زيدان ديلوكس موديل عام1951 والرحلات اليومية إلى مرقد العزيز؟ ماذا عن قصة المقبرة الانكليزية ومفتشها الانكليزي مستر تي. أس. أليوت الذي تعلم كتابة الشعر على يد صديقه الميجر كاولي؟ ما هي علاقة القصص هذه بقصة لالة، أشهر مهربة في البلاد، التي لم توقف كرهها للانكليز يوماً أو بقصة ابنتها جيكليت، عاشقة بدلة البحرية التي لبسها هارون وهو طفل صغير؟ لماذا يتذكر هارون أيضاً مدرس الفيزياء الكردي كاكة عبد الله وسيد عيسى الساعاتي؟.
ذكريات ومشاعر من كل الأنواع تستيقظ في داخل هارون منذ لقائه بالملاك، دون أن يدري، بأنه وهو يحقق رغبة نور لمشروعه، سيروي قصة حبه هو أيضاً لملائكة.
ملائكة الجنوب، التي تبدو ظاهرياً قصة تدور عن الحب والصداقة، عمرها نصف قرن أو أكثر وتحمل سراً لا نكتشفه إلا في النهاية، هي أيضاً قصة مدينة صحيح أنها تقع في جنوب العراق، إلا أن من الممكن العثور عليها في كل المدن تلك التي تؤسس صَرْحها على تنوع الملل والطوائف والأديان والأعراق.
الروائي العراقي نجم والي الذي يُعتبر اليوم أحد أكثر الروائيين العراقيين والعرب شهرة عالمية، يواصل في هذه الرواية - الأوديسة مشروعه بكتابة ملحمة تاريخ الجحيم العراقي الحديث.
لا يوجد مراجعات