كابوس مكيف الهواء
هنري ميللر قد يكون أول الكارهين لأمريكا يعري وجهها من تبرجها المبالغ فيه يعري أطروحة أمريكا الحلم الجنة، بالنسبة لميللر أمريكا ليست سوى وليد مشوه من الأم الجميلة أوروبا استطاعت أن تصنع لنفسها صرحا قائم على اسس واهية و لكي تحمي هذه الأسس تبتدع ما تشاء من حروب و تقنيات في جوهرها فارغ.بالنسبة لميللر لا شيء حقيقي في أمريكا كل شيء سطحي عديم النفع بلا روح حتى جمال الجغرافيا يسقط أمام تاريخ الدماء التي بنت أمريكا عليها قوتها ،ميللر يجرد أمريكا من كذبة الحضارة فهي بالنسبة له تبيع فقط الوهم" قد ينتهي بنا الأمر أن نصير على اربع نبربر كالسعادين" يقول ميللر .
كابوس مكيف الهواء توقفت كثيرا لأفهم المقصود من هذا العنوان و لم اجد الا تفسير واحد و قد أكون مخطئة ربما قصد ميللر أن حتى في الأشياء التي تسعدنا و تخفف معاناتنا شيء يخيف و يفقدنا روحنا و ماهيتنا ,أظن ميللر بعد زيارته لأوروبا العجوز فهم أن الحضارة لا تأتي بالتقنية بل بالتاريخ و الخبرة فمقارناته الدائمة بين باريس و أمريكا تظهر مدى تفاهة الفن الأمريكي الذي يعتبر مجرد باحث عن المال الى جانب الفن الأوروبي و مع ذلك يرحل ميللر في أمريكا باحثا عن أمل يعيد له ايمانه ببلده الأصلي فيجد بعض الرجال المغمورين و ينفض عنهم التراب و يعرف بهم العالم و ربما يكون هذا الأمر ما يجعل من هذا الكتاب تكريم لرجال يرفضون بقعة الضوء التي تعشقها أمريكا.