الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم
واحدة من المعضلات العقدية والفقهية (في آن واحد) في الفكر والتشريع الإسلاميين. تلاعب مريع بآيات كتاب، إلغاء لآيات وأنصاف آيات في سور عديدة، بزعم وجود تناقض بينها وضرورة اعتبارها منسوخة (ملغاة). فهناك مابقي حكمه ورفع خطه (آية الرجم الشهيرة مثلا التي أكلتها الداجن بعد وفاة الرسول الأكرم)، وهناك آيات السلم التي نسخت (جميعها) بآية السيف (فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ) ـ الآية. ثم نتسائل من أين يأتي الدواعش والجهاديون والتكفيريون؟!
الغريب هو أن هناك تكفلا ومغالاة واضحة في افتراض وجود (تناقض) مزعوم بين الآيات، خصوصا عندما تتحدث عن مواضيع مختلفة أو سياقات متباينة.
لقد كان المعتزلة بفكرهم العقلاني نسبيا، أكثر رأفة من أهل السنة عندما لجأوا (للتأويل) كمنهجية للتفسير.
والأمر المؤسف أن الأمر لايقف عند هذا الحد بل يمتد إلى عدم اتفاقهم حول عدد هذه الآيات أو أماكنها أو ترتيب النزول! وهم بهذا يفترضون جدلا عدم التبليغ الكامل للرسالة باستدراكهم لشروحات وتعقيبات جعلت قراءة كتاب الله شبه مستحيلة وقلبوا بها كل المفاهيم رأسا على عقب. ولنا في آية السيف خير مثال غير به المسلمون وجه البسيطة.
لا يوجد مراجعات