هامر كلافيير
"ياسمينة رضا" مواطنة يهودية فرنسية من أم مجرية وأب فارسي، تجوب عواصم العالم حيث تعرض مسرحياتها وتطبع قصصها وسط إستقبال كبير من النقاد والقراء ورواد المسرح.
هي الكاتبة التي تحظى بشهرة كبيرة في المشهد الأدبي في أنحاء العالم إذ ترجمت كتبها إلى أكثر من ثلاثين لغة.
جمهورها من النخبة المثقفة من الشباب في الغالب، أو الكبار الذين لم يفقدوا نظرتهم الشابة إلى العالم، جمهور عصري، منفتح، سئم الدراميات الطويلة والكوميديات المبتذلة وأخذ يسعى وراء قطعة أدبية تختزن الأصالة والرصانة والهدوء والرقة في آن معاً.
ليس ثمة شك في أن تكوينها العائلي ترك أثره في كتابتها: كتابة تغوص في أعماق عالم غير تقليدي، كوسموبوليتي، منفتح، تتحرك فيه شخصيات، بما فيها شخصيتها هي، تواقة إلى تحقيق إنجاز ما.
في نصوصها تبرز إلى السطح على الدوام العلاقات بين الناس: علاقات الأبناء بالآباء، علاقات الأسرة بالجيران، علاقات الأصدقاء بعضهم ببعض، علاقات الزملاء في العمل والمدرسة.
هذه شخصيات من هذا الزمن، تعاني النرجسية وحب الذات ونادراً ما تحمل قدراً من الغيرية، إنها شخصيات لا مبالية على رغم أنها تحمل أفكاراً كبيرة وشعارات جميلة.
الأفكار الفلسفية التي تطرحها هذا الشخصيات هي مجرد أثواب براقة جمعتها من هنا وهناك للعرض وليست نتاج جهد فكري ونظري، ليست الأفكار ثمرة تأمل بل هي رصيد "تجاري" اكتسب بقراءة سريعة لكتب مدرسية.
اللغة التي تكتب بها ياسمينة رضا هي لغة خفيفة، يومية، عادية، بهذه اللغة تعالج قضايا وإشكاليات غالباً ما تؤلف بؤرة سجال ثقافي في صفوف النخبة المثقفة.
تكتب ياسمينة رضا جملاً قصيرة، قاطعة، وحاسمة لنصوص تؤلف مجموعة من القصص التي تكمل بعضها بعضاً، إسكتشات خاطفة تنهض على المونولوج الداخلي لكل شخصية، هناك رصد للشخصيات وسعي للوقوف على عوالمها وأفكارها؛ جملة المونولوجات المتناثرة بين سطور النص تؤلف كياناً قصصياً قائماً بحاله.
هذه حال كتابها الذي يرتدي ثوب رواية (رواية؟) تحت عنوان "الطارق" والطارق يتعلق بالمفتاح الموسيقي في الآلة الموسيقية.
كتاب صغير مؤلف من وحدات سردية تشكل أقصوصات هي بمثابة محطات من حياة المؤلفة نفسها؛ هذا كتاب حياتها في محيطها ومع أهلها (خصوصاً أبيها المتوفى الذي كان يجب الموسيقى) ومع الأصدقاء.
لا يوجد مراجعات