الذين ضحكوا حتى البكاء
يعتبر كتاب الذين ضحكوا حتى البكاء من أكثر كتب الدكتور مصطفى محمود شعبية وأكثرها قراءة، وهو عبارة عن مجموعة من القصص القصيرة التي تحوي العديد من المفارقات.
صدر الكتاب ضمن كتب وروايات عربية وباقي أعمال الكاتب عن دار أخبار اليوم.
نبذة عن كتاب الذين ضحكوا حتى البكاء
مـات وهـو يضحـك . . . اليوم عيد ميلاده .. وحينما تدق الساعة العاشرة صباحاً .. يصبح عمره 56 سنة .. لا زوجة ولا أولاد .. صيدلي في الأرياف، مكسبه على قدر نفقته، يتحرك ببطء من أثر روماتِزم مزمن ، و سكر، وضغط دم مرتفع، وتصلب شرايين، ونزيف متكرر بالعين اليسرى، آخر مرة ذهب إلى الطبيب لفحص قاع العين كان يشكو من صداع حاد، وقال له الطبيب، لابد من عمل أشعة مقطعية للمخ.
وسافر إلى القاهرة لعمل الأشعة، وعاد يمشي ببطء أكثر وفي يده حكم بالإعدام. لقد كشفت الأشعة عن وجود ورم بالمخ والجراحة مستحيلة وأيامه الباقية معدودة، كانت الورقة التي يحملها أشبه بترخيص الدفن. وطوال الطريق و هو يطل من نافذة القطار عائداً إلى قريته، وأعمدة التلغراف تجري بسرعة أمام بصره الكليل.
كان يستعرض عمره الخاوي الذي لم يصنع فيه شيئاً .. أيام الطفولة و هو جالس في حجر أبيه على شاطئ الترعة .. وأبوه يدلي بالسنارة في الماء وينتظر الساعات في صبر عجيب حتى يظفر ببلطية أو كركور .. و حينئذ تكون الفرحة، ويعودان بالصيد الثمين إلى البيت، وتجتمع الأسرة حول الكركور لتشويه على الفحم و تتقاسمه وتأكله بلذّة وهي تعصر عليه الليمون. وأيام الصبا والبسكليتة التي اشتراها له أبوه لنجاحه في الإبتدائية.



























الرئيسية
فلتر
لا يوجد مراجعات