الكاميرا لا تلتقط العصافير

بلغة تجمع بين التعبير بالفكرة والتعبير بالصورة، يلتقط الشاعر "مازن معروف" بشهدية خاطفة، أخطاء هذا العالم. حيث يبدأ ديوانه الشعري "بأخطاء اعتيادية جداً"، "خطأ كعشبة نبتت صدفة على اوتستراد. خطأ كدهان خارجي لبناية. خطأ... كطبيب في السجن، خطأ كمريض في العيادة ينتظر الطبيب، خطأ (...) كملكةجمال بين شارعين شعبيين، يا الله، هذا العالم، خطأ، خطأ...". وفي هذا العمل قصائد طويلة لها عين الكاميرا، ولكنها مأخوذة بما ترى.. يقول الشاعر في القصيدة التي اعطت الكتابة عنوانه: "العصافير/ لا تقطع الشارع/ العصافير لطيفة/ والكاميرا/ مملة جداً عند الثامنة مساء/ لكن/ هنالك فسحة ما/ لتفتح ستائر غرفتك في الصباح.../ لتعدل عن فكرة قتل الاخرين(...) الكاميرا لا تلتقط العصافير/ دائماً/ فسحة/ بحجم فتحة أنف شكسبير/ تمدنا بالأوكسجين/ في محاولة أخيرة/ للبقاء/ على قيد الحياة...". قصائد عميقة، بمعناها ومدلولاتها، تزدي الحياة، فيصبح هذا العالم "أقل بشاعة.. حين نحتقل بوقف مشروط أو لا مشروط/ لإطلاق النار/ مبتهجين/ لعدد الموتى الذي لم يتجاوز سطرين في صحيفة".