النور والفراشة
ظهر هذا الكتاب في طبعته الأولى في شكل كتيب رقيق أنيق عن دار المعارف سنة 1979. وكان المؤلف قد التقى في ذلك الكتب بتعريف القارئ "بالديوان الشرقي-الغربي" تعريفاً قصيراً يجذبه إليه ويعينه على تذوق بعض قصائده التي فاجأت صاحبه وانهمرت عليه انهمار المطر المبارك في فترة عصيبة ومتأخرى من حياته. في تلك الفترة عصفت بقلبه الكهل تجرب حب رائع وفاجع لشاعرة رقيقة وفاتنة من عمر ابنه الوحيد وهي "مريانة فون فيلمر"، التي أطلق عليها في الديوان اسم زليخا. وقد قدم المؤلف للكتيب بفصل قصير عن استلهما التراث العالمي كما فعل غوته عندما استلهم بعض الأصول العربية والفارسية والتركية في عدد كبير من قصائد ديوانه.
ثم انتقل المؤلف بعد ذلك إلى فصلين قصيرين عن غوته والعالم العربي وغوته والإسلام، اقتصر فيها على عرض الحقائق والمعلومات الضرورية دون دخوله في التفاصيل. وكان آخر فصول الكتب فصل أطول قليلاً عن قصة الديوان الشرقي وارتباطه بتجاوب حياة غوته وحبه في المرحلة الخصبة النادرة التي استرد فيها ربيع شبابه البيولوجي والإبداعي، ملحقاً بالفصول الأربعة مختارات من قصائد الديوان هزت المؤلف وجعلته يصوغ عدداً منها في أشكال إيقاعية منظومة مع توخيه الحذر من التصرف في معانيها وصورها الأصلية إلا في أضيق الحدود.
ونمت فكرة هذا الكتيب، ليتحول إلى هذا الكتاب الذي أبى فيه على فصول الطبعة الأولى كما هي عليه، ليعرض من ثم في الفصل الثاني من هذا الكتاب مدى تأثر غوته بالشعر الجاهلي وشعراء المعلقات بوجه خاص، ومن أهمهم: "زهير بني أبي سلمى" الذي استوحاه الشاعر الألماني بعض حِكَمه التي توصف بالحكم الأليفة أو المدجنة، كما وقف المؤلف أيضاً، في الفصل الخاص بجوته والإسلام، على مدى إعجاب الشاعر بالروح الإسلامية واستلهامه للعديد من الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة التي انعكست على بعض قصائد الديوان و"جوّه" الإسلامي بوجه عام. وقد ذكر الشاعر أسماء عدد من الشعراء العرب والمسلمين بشكل عابر في عدد من كتب الديوان، وتكرر بعض هذه الأسماء أكثر من مرة (مثل اسم مجنون بني عامر واسم كثير عزّة في سياق حديثه عن العشق والعشاق).
لا يوجد مراجعات