قوة الفرح
أن ندّعيه. شعور يعرفه المحب في حضرة محبوبه، واللاعب لحظة انتصاره، والمبدع أمام ما صنعت يداه، والباحث لحظة اكتشافه.. إنه إحساسٌ يستولي علينا. إنه قوّة تهزُّنا، تغزونا. تجعلنا نتصرّف على نحوٍ قد يبدو غير متوازن: نصرخ، نبكي، نرقص، نرتبك، نتفاخر، نخجل... إنه تجلٍّ لحيويّتنا، إحساسٌ بجمال وجودنا. ما من شيء يجعلنا نشعر أننا أحياء مثل تجربة الفرح.
لكن هل بوسعنا أن نساعد على ظهوره، أو كبحه، أو غرسه في أنفسنا؟ هل بوسعنا أن نجد طريقة نستجلب بها الفرح؟ هل بوسعنا أن نمتلك قوة الفرح؟ ذلك هو مبحثي في هذا الكتاب، ولكي أنطلق في مثل هذا البحث، استندت بلا شك إلى الدعم المؤكَّد الذي قدّمته الحكمة شرقٌا وغربًا، واستندت إلى فلاسفة كبار وضعوا الفرح في قلب فكرهم مثل سبينوزا ونيتشه وبرجسون، ومن خلالهم سنبدأ طريقنا، وسنسعى لفهم تجربة الفرح من وجهة نظر فلسفية.
لكن لا يمكن أن نواصل هذا المسعى من دون الرجوع إلى تجاربنا الخاصة، ولذلك سأستند أنا أيضًا على حكايتي، على مشاعري ومعتقداتي الشخصية. وسأحاول أن أوضح، وبطريقة ملموسة الطريق لمعرفة الفرح.
لا يوجد مراجعات