قوة الدين في المجال العام
ليس الدين مجرد شأن خاص، ولا هو موسوم باللاعقلانية البحتة، كما أن المجال العام ليس ميداناً يسود فيه التفكر العقلاني، ولا هو فضاء من التوافق التطوعي، ومع ذلك فإن هذه الأفكار الدالة على سوء فهم كل من الدين والحياة العامة ظلت سائدة لوقت طويل، ربما داخل الحلقات الأكاديمية على نحو خاص، لكن السنوات الأخيرة بدأت تشهد، في غمرة إنبعاث واسع للتركيز على الأهمية العامة للدين، مساهمات فكرية تزداد عمقاً، تتحدانا وتدفعنا إلى إعادة النظر في المقولات الأساسية في البحث، والتحليل، والنقد.
يشارك في هذا الكتاب أربعة فلاسفة هم: "يورغن هابرماس"، "جوديث بتلر"، "كورنيل ويست"، "تشارلس تيلر" كل منهم أستاذ كبير مرموق ومثقف معروف على مجال واسع، وهم جميعاً فلاسفة بالرغم من أنهم مضوا بعيداً خارج حدود التخصص الفلسفي الأكاديمي.
ولكل واحد أسلوبه الفكري المُميز، ومشروعه الفلسفي الخاص، وميدانه التناهجي الرحيب، فضلاً عن إلتزامه القوي بالمشاركة في الشأن العام، وهم يمثلون بمجموعتهم هذه بعضاً من أكثر الأصوات الفلسفية نفوذاً وأصالةً من بين مَن يكتبون اليوم.
تغطي مشاغلهم طيف النظرية النقدية بأحدث أشكالها من البراغماتية وما بعد البنيوية إلى النظرية النسوية ونظرية العِرق النقدية، والهيرمنيوطيقا، والظاهراتية، وفلسفة اللغة وما هو أبعد من ذلك.
وهم يوفرون لنا عبر مقالاتهم المُفردة، وكذلك عبر الحوارات المتبادلة فيما بينهم، منطلقاً جديداً يتعلق بالشأن الذي ظل بالنسبة لكل واحد منهم همّاً دائماً، ونعني به موقع الدين في المجال العام.
لا يوجد مراجعات