كسوف
ألكسندر كليف، ممثّل شهير، يلوذ ببيت طفولته هربًا من خزي انهياره الأليم على خشبة المسرح. وهناك، في غبش الإحساس بالزمان والأحياء والموتى، يتذكّر ويتفكّر ويحلم ويمشي بخطًى مرتابة نحو ذاته.
«انجلى الموقف لي دفعة واحدة: على الأرض أسفل عتبة النافذة يرقد فرخ ميت. لا بد أنّه قد وقع عن السقف، أو فشل في التحليق فهوى إلى الأرض وكسر عنقه. على نظرته غشاوة شبه زجاجيّة، وعلى ريشه شحوب. النورس، ولا ريب عندي في أنّه أحد الأبوين، فتح منقاره من جديد بتلك الطريقة الغريبة، بلا صوت. لعلّها كانت تهديدًا، يحذّرني به من أن أقترب، لكنّي أميل إلى الاعتقاد بأنّها أَمَارَةُ كرب شديد. حتى النوارس يجب أن يكون لديها تعابير ترح أو فرح يستطيع الرفقاء تمييزَها. ربما ترى هي ملامحنا فارغة وغير معبّرة مثلما نرى نحن ملامحها. رجل مخدَّر ببأساء لا يمكن شرحها، على سبيل المثال، أنا واثق بأنّه لن يكون في نظرها سوى غبيٍّ آخرَ بعينين ميتتين يحملق بلا رحمة إلى مشهدِ فقدٍ لا يُقَاس. الطائر كان ذكرًا، أظنُّ؛ أجل، أظنُّه أبًا. تركته لصلواته الصامتة، ونزلت، مدفوعًا بهذه المصادفة، إلى البحر».
لا يوجد مراجعات