ملك اتلانتس وسربيات اخرى
لعلاقة بين الشعر والنبوءة، علاقة وثيقة، وحين يكون الشاعر عاشقاً لوطنه وقضيته، تأتي نبوءاته على قياس أحلام شعبه وآماله. والنبع الذي ينهل منه الشاعر نبعٌ عميق، يمتد في قاع الزمن الموغل بالقدم. وسميح القاسم، كما كان دائماً حدثاً فريداً على خريطة الشعر العربي، يؤرخ ببراعة نادةر لتأريخ الحزن والثورة، فيرسم ملامح ماضٍ أثقلته المآسي ويعيد صياغة ملامح مستقبل آت ينعم فيه الثوار بدفء الحب وبزهو الانتصار. في "ملك أتلانتس" يمسك القارئ بكل شيء، التفاصيل والرؤى، والأفكار. لكنه في لحظة يفق ذاكرته إذ يقوده الشاعر بمهارة فائقة إلى حيث تتحشد الكلمات التي تتفجر بين أصابعه شهباً. وينابيع ماء عذب. "عرشي على ماء... ومملكتي على ماء... ومن ماء رعية صولجاني". وبحثاً عن القارة المفقودة يستمل رحيل الشاعر بين ركام المخلوقات، عله يتوج ملكاً... "ملكاً على أتلانتس الرغبات قلت إرادتي... من كل لون وردة... ولكل صوت أغنية. ملك إذن في قصره المائي حاشيةُ البخار، وعلى مرامي توقه مدنٌ تعجّ بأهلها الآتين من صدف البحاره".
لا يوجد مراجعات