الرجل القط
"إهداء إلى جميع الموظفين الذين يوجّههم المدير وتسحقهم الدوامات. إلى ضحايا التطور البشري المزعوم الذي أطاح بالكائن البشري".
تحفل رواية "الرجل القطّ" بعناصر "غير منطقية وغريبة أشبه بأضغاث كابوس في قالب أدبي انسيابي قلّما يتدخّل الراوي به فيما تتشابك الأحداث وتشرح نفسها بنفسها"، حسبما يوضح الكاتب جاعلاً من السيد مانكس معلّماً مدرسياً وبطلاً رئيسياً في مدرسة تلقّن الطفل ثلاثة مناهج: الإنسانيات، البديهيات والموسيقى. وما المناهج سوى مجموعة رموز أراد منها الكاتب أن يمثل القواعد الأخلاقية والقواعد التي يحدّدها المجتمع والعصر الحديث، إذ يتناقض منهاج البديهيات مع منهاج الإنسانيات ويتعلّمه التلميذ بعده بإيعاز من المدير، وهو شخصية شريرة لا يبرز شرّها سوى من خلال الأحداث.
في المقلب الآخر، يعيش قطّ اسمه كيكا في غرفة مع مانكس ويعطيه الأمل والعاطفة. القصة مرآة تعكس مأساة الإنسان الحديث الذي لا يمكنه إيجاد العاطفة سوى بعناصر بسيطة.
الرواية "تجربة شخصية لرجل يعيش في وطن لا يحترم أبناءه"، كما يقول الكاتب. تمزج الخير بالشر، الواقع البارد بالسوداوية القاتمة.
لا يوجد مراجعات