ذكريات شتاء عن مشاعر صيف
على الرغم من كون ذكريات شتاء عن مشاعر صيف رواية من الحجم المتوسط أو حتى الصغير بالمقارنة بباقي أعمال فيدور دوستويفسكي، إلا إنها رواية سيرة عظيمة عميقة الأثر تتجلى فيها كل قدراته على رصد ارق وابسط التغييرات المحيطة به في المكان وفي البشر.
بترجمة بديعة ومتقنة لـ د.سامي الدروبي، صدر الكتاب عن دار التنوير ضمن مجموعة روايات مترجمة تضم باقي ترجمات الدروبي لـ ديستوفيسكي.
نبذة عن ذكريات شتاء عن مشاعر صيف
إن هذا الغائص العظيم إلى أعماق النفوس يوجه انتباهه كله إلى البشر في الشوارع وفي المسارح وفي المقاهي. إنه يحاول أن يفهم سيكولوجية كل شعب أثناء هذه الرحلة الخاطفة التي استغرقت نحو شهرين في العام ١٨٦٢، قام دوستويفسكي بأول رحلة له إلى الخارج.
فمر بألمانيا ووصل إلى باريس، حيث لم يمكث فيها إلا عشرة أيام، ثم سافر إلى لندن لمدة أسبوعين، عاد بعدها إلى باريس ثانية، فقضى فيها أسبوعين آخرين، ثم تركها إلى جنيف مارًا بمدينة بال.
وفي جنيف التقي بصديقه نيقولا ستراخوف، فزار الصديقان إيطاليا معًا. وقد كتب ستراخوف بعد ذلك يقول: "لا الطبيعة ولا المباني ولا آثار الفن كانت تعنيه، فإنما كان ينصرف انتباهه كله إلى الناس." إن هذا الغائص العظيم إلى أعماق النفوس يوجه انتباهه كله إلى البشر في الشوارع وفي المسارح وفي المقاهي.
إنه يحاول أن يفهم سيكولوجية كل شعب أثناء هذه الرحلة الخاطفة التي استغرقت نحو شهرين. وعندما نشر دوستويفسكي هذه "الذكريات" لم يتحدث فيها عن رحلته إلا قليلًا، وإنما هو يستخدم هذه الرحلة ليعرض آراءه في تاريخ روسيا وفي وضعها، وليتهكم على البلاد التي مر بها، ليتهكم على ألمانيا وإنجلترا، وعلى فرنسا خاصةً، حيث يستهل الكلام عنها بجملة قالها فونفيرين في رواية ذكريات شتاء، وهي أن "الفرنسي محروم من العقل، ولو أوتي عقلًا لعدّ ذلك أكبر شقاء يصيبه".
ثم لا يذكر إيطاليا أو سويسرا بخير أو شر. رواية "العذبة" واحدة من أشهر أعمال دوستويفسكي، حيث نجده يغوص في النفس البشرية لرجل يقف أمام جثة زوجته. ويأخذنا إلى ماضي العلاقة بين رجل تصرّف بقساوة مع امرأته، حتى لم يعد ينفع تراجعه الذي لم يعلنه لها، فانتحرت.
اقتباسات من كتاب ذكريات شتاء
ما أصعب أن يفصح المرء عن نفسهِ إفصاحاً واضحاً من أول وهلة ولو أمام نفسه.
لا يوجد مراجعات