فرويد والتحليل النفسي الذاتي

هل يمكن للشخص أن يدري تحليلاً نفسياً لذاته في غياب وجود المحلل؟ سؤال يطرح منذ فترة بعيدة ولا يزال لغاية الآن موضع نقاض بيم مختلف المدارس التحليلية. فمن قائل باستحالة إجراء مثل هذا التحليل إلى مدافع عن إمكانية نجاحه. هذا الكتاب يطرح إشكاليات العلاج التحليلي ومعوقاته عارضاً التحليل الذاتي بمثابة واحد من أقرب الحلول لتخطي هذه الإشكاليات. معتمداً على رأي واحدة من أشهر المحللات ونعني بها Karen Horney التي تعتبر مؤسسة التحليل النفسي الذاتي. وقد عمدنا في هذا الكتاب إلى عرض مبسط لأهم مبادئ التحليل وتطبيقاته هادفين إلى تدريب القارئ للقيام بتحليل ذاتي لأحلامه وللأفكار المتداعية التي تكون سبباً في صعوبة تحمل وطأة الوقت عند العصابيين. وفي هذا السياق كان لا بد من عرض الطريقة التي قام فرويد بموجبها بتحليل نفسه ومن ثم آراء كبار المحللين بمدى نجاح هذا التحليل وبموقفهم من التحليل الذاتي ككل. وينتهي الكتاب بعرض حالتين من التحليل الذاتي على لسان المحللة K.Horney لتكونا مثالاً يحتذي به القارئ الراغب بالقيام بتحليل نفسه.