المدفع
ولد غلامحسين ساعدي في تبريز عام 1935م. لأسرة فقيرة، حيث كان أبوه “علي أصغر” موظفًا حكوميًّا بسيطًا، وأمه ربة منزل. قام والده بتعليمه القراءة والكتابة. وفي عام 1950م التحق بمدرسة “منصور” الثانوية. في تلك الفترة بدأ غلامحسين مزاولة نشاطه السياسي، وانضم إلى الحزب الديمقراطي الأذربيجاني، وحزب “توده” في الخفاء دون علم أسرته.
التحق ساعدي بكلية الطب جامعة تبريز، وخلال فترة دراسته الجامعية، اتجه للكتابة ليفرغ فيها كلَّ طاقته نتيجة الأجواء السياسية المُحبطة السائدة. واصل نشاطه السياسي إلى جانب نشاطه الأدبي؛ فكان يتزعَّم الحركات الطلابية في جامعة تبريز.
عام 1974م اعتُقل على يد السافاك وتعرض لكافة وسائل التعذيب الجسدي والنفسي، ثم أجبره جهاز السافاك الأمنيّ على إجراء لقاء تلفزيوني وحينما فشل الأمر، تم نشر حوار زائف له في جريدة “كيهان” مما أثّر فيه كثيرًا. وعام 1981م تمَّت ملاحقته أمنيًّا، وتهديده بسبب كتابته مقالات مُناهضة للنظام، مما جعله يختبئ في المحالّ المهجورة لمدة عام، ثم فرَّ من إيران إلى باكستان، ومنها إلى باريس.
مات غلامحسين وحيدًا غريبًا لكنه ترك إرثًا أدبيًّا غنيًّا، ورغم الظروف القاسية التي مرَّ بها، إلا أنه لم يستطع التخلِّي عن قلمه مُعبرًا به عن قضايا مجتمعه بكل صدق، مما جعل اسمه خالدًا في سماء الأدب الإيراني.
وتتناول رواية “المدفَع” أحداث الثورة الدستورية (1907: 1909م) ونضال ثوَّار “إقليم تبريز” ضد الحكومة القاجارية، وانضمام عشائر “شاهسون” للمقاومة ضد قوَّات القوزاق التي أنشأها “ناصر الدين شاه قاجار”، حينما وقَّع عام 1876م اتفاقًا مع روسيا ينصُّ على أن يقوم الروس بإنشاء وتدريب فرقة عسكرية تسمَّى القوزاق وأن يعهد بقيادتها إلى الضباط الروس، يتسلمون رواتبهم من الحكومة الروسية. كما تُسلِّط الضوء على تواطؤ رجال الدين لأجل حماية مكتسباتهم ورعاية مصالحهم..
لا يوجد مراجعات