شريعة القطة
أمروها أن ترتكب خطأً جسيماً، لأن قراراً كان قد صدر بعقابها.
تُركت لها الحرية في اختيار الجريمة التي ستقترفها شرط أن تكون من الفداحة بحيث يكون العقابُ الوحيدُ الرادعُ لها هو الموت.
قتلت أعزلاً كان يدندن بأغنية، غير أنهم طلبوا منها أن تحاول مرة أخرى لأن جرمها لم يكن من القوة لدرجة أن يكون القصاص هو الموت.
دكَّت بيوتاً على سكانها وشردت أطفالاً وقتلت مزيداً من العزل ولكن ذلك كله لم يكن كافياً، فشنَّت حروباً وأخفت مدناً كاملة عن الوجود إلى الأبد، خرَّبت حقولاً ولوثت بحار العالم وحوَّلت السماء بزفيرها الكاره إلى سقفٍ أسود. وبعد أن أصابها الإجهاد أخبروها بإحباط أن كل ما فعلته لا يكفي حتى لتبقى ليلة واحدة في الحبس.
في النهاية قتلت نفسها ولكنهم عنفوها لأن قائمتهم لا تحوي عقاباً لهذه الجريمة التي تملك السماء فقط عقابها.
لم تعد تبالي بأي شيء لأنها – بموتها – أفسدت عليهم كل شيء.
فكرواً طويلاً، وتوصلوا إلى القرار الذي اعتبروه الأكثر صواباً طوال حياتهم. عاقبوها بالطريقة الوحيدة التي يتضاءل أي جرم أمام فداحة ألمها، وتحلّلت القطة من الرعب فقد كانت تعرف أن العذاب سيكون غير محتمل: أعادوها للحياة.
Mohamed Khaled
14-نوفمبر-2021 01:00
.... اقرأ المزيديمتلك "طارق إمام" قلم غريب فعلاً، حكاياته من عوالم مُختلفة لم نسمع عنها من قبل.. فاجئني في أول قراء له في "مدينة الحوائط اللانهائية" ولكني أحبطت في في "شريعة القطة".
طوال وقت قراءتي للعمل، وجدت نفسي أقارن العمل إرادياً ولإرادياً مع "مدينة الحوائط" وبكل تأكيد ستفوز المدينة لعوامل كثيرة.
أنه كان هناك فكرة واضحة في المدينة، فكرة تعتمد على تنوع الحكايات واختلافها ولكن هناك فكرة عامة تشمل كُل القصص المجنونة والخلابة.. أما مع القطة، فكان لا يوجد فكرة عامة، التفكك بين الحكايات واضح، عدم ا
إعجاب (0)
تعليق