تقنية التحليل النفسي
يشتمل هذا الكتاب على نصوص تتعلق بشكل خاص بالمسائل التقنية التي يرى فرويد أنه من اللازم مراعاتها أثناء مزاولة التحليل النفسي، الذي يرتكز على سبر المكنونات النفسية بواسطة التداعيات الحرة.
فالتحليل يصبو ليس فقط إلى التخفيف من معاناة الفرد من هذا العرَض أو ذاك، وإنما أيضاً إلى الإنصات لكلامه الحق والتعرف على ذاته الأصيلة المسلوبة، والتوقف عند رغبته العميقة المكبوتة والإعتراف بإمكانه وتطلعاته المشروعة الممنوعة المقموعة. وبالإجمال، يسعى التحليل إلى تحرير الفرد من مختلف أوجه العبوديات والإستلابات التي تتسرب وتترسخ في عقر ذاته، فتنقل كاهله وتعطل إرادته وتلجم لسانه وتُعثَر مسيرة حياته. ولذلك لا بد لهذا المراس من ضوابط وقواعد، يذكرنا فرويد هنا بأغلبها، تجعل المحلّل على إستعداد لمرافقة مريد التحليل نحو هذه الأهداف المنشودة، رغم كل العوائق الباطنة أو الخفية والعقبات الظاهرة أو الجلية التي، لا محالة، تقف حجر عثرة في مستهل هذا المسار.