رأيت الله
الكتاب مجموعة قصاصات تركها الإمام بعد وفاته وجمعها أتباعه وتفصيل حياة الرجل غير معروف ولا نعرف عنه أكثر من أنه عاش في القرن الرابع بعد الهجرة في بلدة نفار بالعراق وكان يتعشق الخلوات وقضى أكثر عمره في التعبد والتأمل.
وتتضمن هذه القصاصات عدداً من المعارف الدينية العالية وتتعمق الكثير من أسرار الوجود وتتكلم عن الروح والجسد والأنا وتشرح التوحيد والإسلام والقرآن بلغة شديدة العمق غنية بالحقائق وتعيش عباراتها في العقل وتسكن شغاف القلب وبعضها يضئ ظلمة الروح كالبرق الكاشف.
والكتاب لخاصة الخاصة الذين يحبون التأمل ويعيشون مع الحرف ويصاحبون المعاني وليس للعوام الذين يقرأون للمتعة العابرة. وهو بعد ذلك قطرة من بحر الحقائق الذي ألقى إلى هذا العابد الزاهد في تحفته الخالدة "المواقف والمخاطبات".
وسوف نرى في ومضة خاطفة أنه لا وجود لشىء إلا له هو .. وأنه هو الموجود.. وأن كل ما نرى هي تجلياته وأفعاله وكل ما نستشعره من عالم الخفاء والغيب هي ذاته.. وأنه هناك دائماً وأنه كان هناك وسيكون هناك.. وأنه الحضور المطلق الممتد المستمر في أعمق الأعماق منذ لا زمان ولا مكان إلى حيث لا زمانولا مكان.. وأن حياتنا لها معنى لأنه هناك.. وأن للوجود حكمة لأنه هناك.

















الرئيسية
فلتر
لا يوجد مراجعات