أوراقي... حياتي.. (3 أجزاء)
"كنت الليلة أقلب في ذكرياتي وأوراقي القديمة، تحول بعضها إلى ورق أصفر رقيق تآكلت سطوره وبهتت الكلمات، البعض الآخر أتلفه المطر والرطوبة المرتفعة في ديرهام بولاية نورث كارولينا... ومع ذلك فأنا أبالي. هذه الأوراق هي حياتي، هي حلم طفولتي وشبابي، هذه الذكريات أحبها رغم الألم، استحضرها أثبتها في خيالي، فهي قصتي مع الحب حين كنت في العشرين من العمر، أي حب يمكن أن يكون أكثر عمقاً من هذا الحب؟ تعاسته كانت نوعاً من النشوة، استغراب الألم يكشف عن آلام جديدة لا يعرفها إلا القديسون والعشاق... اليوم لم أعد شابة، أصبحت كهلة تجاوزت الستين من العمر، لست سعيدة ولست تعيسة أيضاً. أجلس معلقة كالشعرة أو الريشة في منطقة انعدام الوزن... كانت الكتابة منذ طفولتي هي ملاذي الوحيد، أهرب إليها من الأم والأب والعريس، وبقيت الكتابة في كهولتي أيضاً الملاذ الوحيد، أو الأخير، التصالح الممتع من خلال الكتابة مع الماضي والحاضر، مع كل ما أصابني في الوطن من جراح. لم أكن مثل أخواتي البنات... كنت أسعى إلى تحقيق كل شيء عن طريق الخيال... وإلا فلماذا يقع الإنسان في الحب؟ لماذا كل هذه الآلام عند اللقاء بالآخر؟". في هذه السيرة تتحول الكلمة عند نوال السعداوي إلى فعل ثائر إلى عمل شجاع، يصدم القارئ أحياناً إلا أنه يجبره على الخروج من القوقعة، يستفزه لمواجهة الذات والآخر دون قناع. نوال السعداوي إنسانة وأديبة رفضت القهر على المستوى الخاص والعام، وما هذا الكتاب إلا جزء من تاريخ حياتها الذي ينبض بالألم والأمل معاً.
لا يوجد مراجعات