السلام المعلّق : قراءات في الواقع السياسي الفلسطيني

تطمح مجموعة الموضوعات التي تحتويها صفحات هذا الكتاب، بأن تندرج في سياق محاولة قراءة الواقع السياسي والاقتصادي الفلسطيني ضمن إطار زمني محدد، آملة أن تحقق واحدة من غاياتها، والمتمثلة بتقديم شهادة حول حقبة ثرية في التجربة الفلسطينية. إنها طموح لشهادة تتقدم كمقاربات سياسية واقتصادية للواقع الفلسطيني، كتبت في زمنها ولحظاتها المتحولة، حيث شهدت القضية الفلسطينية منعطفات جوهرية... منذ فجر الانتفاضة وحتى انتهاء المرحلة الانتقالية لاتفاق إعلان المبادئ دون التمكن من إنجاز مشروع السلام وطموحاته في منطقتنا. ولا شك في أن الشهادة لا تكتمل إلا باكتمال العملية نفسها، وهذه الاجتهادات لا تغني عن شهادة تفصيلية ترصد بالتاريخ اليومي وذاكرة التجربة لمسار العملية التفاوضية وعملية السلام برمتها، بل إنها تمهد لها، لتأتي الأخرى في زمنها ووقتها الملائمين. وأما معركة السلام، فسنظل نتابع مسيرتها على جميع الجبهات، متمسكين بحقوقنا الوطنية الثابتة القائمة على رفض الاحتلال وإنهاء كل مظاهره على الأرض الفلسطينية، وتحقيق أحلام شعبنا بالعودة إلى وطنه، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس. ودون ذلك، سوف يبقى السلام معلقاً فالسلام لا يمكن أن يدار بذهنية جنرالات الحروب، وبنزعاتهم التوسيعية والاستحواذية، ولا يمكنه أن يقوم فوق أرض هلامية أو رمال متحركة. وكل ما نخشاه، أن السلام المعلق لا يمكنه أن يظل معلقاً ولزمن طويل في فضاء غامض وقاتم.. أو منطاداً تائهاً في الفضاء، فهو إما أن يهبط على الأرض بسلام.. أو أن ينفجر.. مرة واحدة وإلى الأبد!