تحت ظل الكتابة

"تحت ظلّ الكتابة" يمارس أمير تاج السرّ فعل الكتابة من أجل الكتابة، وإدامة تواصله معها كناقد وروائي، قل مثيله في القدرة على التعرية والتحليل والتفكيك للنص، لذلك نقع في هذا الكتاب على موضوعات تتراوح بين الأدبي والسياسي والثقافي والإجتماعي تكشف مضامينها الواقع بكل تجلياته، وبهذا تمارس الكتابة عند تاج السرّ دوراً مرآتياً. وفي هذا الكتاب يجمع أمير تاج السرّ مقالات متنوعة درج على نشرها في بعض الصحف والمواقع وفيها يتعرض لظاهرة الإبداع من نواح شتى، يكتب عن الإبداع وماهيته، ويستعرض كتباً قرأها، حتى اشتمل العمل أربعين (مقالاً)، منها مقال عن ساحر الكتابة بورخيس بحسب شهادة الكاتب الأرجنتيني ألبرتو مانغويل الذي كان يقرأ لبورخيس بعد إصابته بالعمى. كما تعرض الكاتب للقارئ بإعتباره الهدف الأساسي الذي تسعى الكتابة لإسترضائه، وكيف أن بعض القراء قد لا يفهمون جيداً ويعممون عدم فهم الآخرين، ومواقع القراءة التي أضحت مشنقة للكتب التي ربما يكتب عنها من لم يقرأها أصلاً، وسمع عنها فقط وسماها الكاتب بحماقات الإنترنت؟ حيث يتخيل كثير من الناس الغير مختصين أن الكتابة نقل مباشر الواقع ولا يعرفون وظيفة الخيال المهمة، في عملية صناعة النص. كما أضاء الكتاب على شخصيات غير واقعية أصلاً واشتهرت في بعض النصوص، وتم إلباسها لشخصيات موجودة في الواقع في أمكنة ما، وبالتالي، فصلت لها هوية واقعية بلا وجه حق، ومنها "سيف الدين" في رواية "عرس الزين" للطيب صالح، وكانت شخصية خيالية، تم رسمها في الواقع في القرية التي يعيش فيها. تعرض الكاتب أيضاً في مقالاته لرموز الكتابة الراحلين، ومنهم جمال الغيطاني الذي رحل مؤخراً، وكيف أن تسمية شارع بإسمه في منطقة الجمالية، بعد تكريماً له، كما تناول الكاتب قضايا العالم الثالث، مثل قضية التهميش والفقر، وذكر أن "أليس مونرو" الكندية"، بالرغم من حياتها في بلد متحضر، إلا أنها دأبت على الكتابة في مواضيع التهميش والفقراء، وعن قضية اللاجئين والهجرات غير المشروعة، وتحطم الأحلام بالغرق، كقضية الطفل السوري إيلان، وغيرها من القضايا الإنسانية، وكيف انعكست في الأعمال الإبداعية، وكلها تحت ظل الكتابة.