هذه إحدى عجائب الكتاب القصير حقًا. فهو يستطيع أن يخلق بالشكل والبناء، والإيقاع، بل وبالمضمون نفسه، أمورًا تُحدِث أثرًا عميقًا في نفس القارئ... أثر لن يكون له وجود لو زاد عدد الصفحات.

يقود كتاب "مانيفيستو القراءة" لإيرين باييخو إلى تحري ظاهرة الكتب التي تتناول الكتب والقراءة، والنزوع نحو القراءة من أجل القراءة فقط، كما لو أنها فعل معزول، والعودة لجذور هذه المقاربة، واستنطاق هذا الـ"مانيفيستو" من باب الأخطار المحدقة بالقراءة.

وحقيقة أن البنية أصبحت سياسية تذكرني بنصيحة قدمها بريت أنتوني جونستون ذات مرة: "لا تعامل الرسالة السياسية كبضاعة والقصة كوسيلة تهريب". لو استخدمت الرسالة لبناء بنية نصّي وقصتي، لكنت قد ضيّعتُ شكلًا عضويًّا قدّم الكثيرَ لدعم ثيمات الكتاب وأفكاره بأسلوبٍ تجريبيّ.

أعتقد أن الناس عندما يفكرون في الصين، يقولون في أنفسهم: "إنها مجرد مجموعة من الصينيين". لا يفكرون حقًا في أن هناك أقليات عرقية مختلفة للغاية لدرجة أن لديها لغتها وملابسها وتقاليدها الخاصة.

اضحيَّة نشأت في بيئة قاسية، لم تر شيئًا من الحياة، متقوقعة على ذاتها، بفضول طفلة لديها تعطّش للمعرفة وكل ما هو جديد.

كان مفهوم الحقوق في أوائل العصر الحديث مختلفًا تمامًا عن اليوم. فقد كانت المسرحيات تُكتب للفرقة المسرحية التي يمكنها بيع حق النشر. ولإصدار المطبوعة، كان على الناشرين شراء هذه الحقوق من ملاك متفرقين.

يسعى عليّ المجنوني من خلال هذا العمل إلى إعادة ترتيب العلاقة بين اللغة وسلطتها. فنجده يبدّل وظيفة المعجم محولًا إياه من سجلٍّ للمعاني إلى حديقةٍ للكلمات التائهة، ويمنح النسيان دور الخالق الذي يسمح للغة أن تبدأ من جديد.

غالبًا ما نقع في فخ جعل شخصياتنا تتحرك وفقًا لاحتياجات الحبكة، فتفقد عمقها وواقعيتها. هنا، نعزل الشخصية عن عالمها الآمن ونراقبها وهي تواجه قوانينًا ومواقف جديدة، مما يجبرنا ككتّاب على التعمق في نفسيتها وأخلاقياتها وطريقة تفكيرها.