في واقع الأمر، كنا قد فقدنا السيطرة تمامًا على أجسادنا، حتى ونحن نلوذ بتلك الجدران التي عشنا فيها لسنوات عدة، من دون أن نشعر في أي مرة، بالخوف.

إنَّ اكتناه عوالم أدونيس الدّاخليّة، شعرًا ونثرًا، يُعَدُّ مطلبًا ملحًّا من المطالب التي يقتضيها فهمُ حركة الحداثة في الثقافةِ العربيّةِ المعاصرة.

تنطلق الرواية بالتقاء اثنين من الرفاق ينتميان إلى منظمة سرية سحقها قمع الدكتاتورية. يجلس الاثنان على مقعد في براسا دا ريبوبليكا (ساحة الجمهورية) التي كانت ذات يوم من أجمل الأماكن في ساو باولو، لكنها تحولت الآن إلى مكان يُرثى له.

فـي مجموعة جوخة الحارثي القصصية الأخيرة «ليلٌ ينسى ودائعه»، تتولى المرأة زمام السرد خمس مرّات، ويتولى الرجل السرد ثلاث مرّات، ولمرتين يسردُ السارد العليم القصص من مسافته الآمنة.

من بين الاهتمامات الأساسية للنقاد الذين يعارضون الرأسمالية النيوليبرالية اليوم نزعُها الشنيعُ للطابع الشخصي مع تدفُّق الأموال في جميع أجزاء حياتنا. لم تعد الروابط مهمة، فكلها تُسلَّع وتصبح سطحية.

فكرة أن القصة هي تواصل مستمر بين عقلين تنبع طبيعيًا من فعل أي شخص يلقي قصة على آخر. ينطبق هذا النموذج على تلك القصص الروسية التي نقرأها، مثلما ينطبق على أول مرة اجتمع فيها بعض أناس العصور الحجرية في كهف حول نار في أول جلسة قراءة أدبية.

راقبتُ الجذوع الداكنة، الأوراق الطويلة، الجذور المتداخلة ذات الأجزاء المكشوفة فوق التربة، الظلال الوارفة. أرعبتني الفكرة: «لم يكن يصنعُ بيوتًا لعصافير تائهة، كان يحمي الزوجة من الغرباء»!

ومع الاعتراف بأن كتابه مرجع شامل لكل ما يخص مصر في زمنه، إلّا أن أهميته لا تكمن فقط في ما يتناوله، بل تنبع أيضًا وبالأساس من طريقة التناول ومن مهارة الكاتب في عرض أفكاره وحكي مشاهداته.