هذه إحدى عجائب الكتاب القصير حقًا. فهو يستطيع أن يخلق بالشكل والبناء، والإيقاع، بل وبالمضمون نفسه، أمورًا تُحدِث أثرًا عميقًا في نفس القارئ... أثر لن يكون له وجود لو زاد عدد الصفحات.

الكتابات التي غيرتني أو ساهمت في صياغة وعيي كأنثي كانت متأخرة قليلًا، في الجامعة اكتشفت غادة السمان ومن بعدها نوال السعداوي وربما ليلى بعلبكي وروايتها أنا أحيا، ثم الباب المفتوح للطيفة الزيات...

أصبحت مؤخرًا من عشاق كتب الرسائل التي تقوم بنشر رسائل الكتاب الكبار، وكنت أنفر من ذلك في السابق، كانت البداية مع رسائل هيمنجواي التي ترجمها عبد المقصود عبد الكريم ثم أصبحت بعد ذلك أحرص على قراءة كل ما أجده من كتب الرسائل.

يُلقى اللوم على الهواتف الذكية لتسببها بتراجع عادات القراءة، لأنّها زادت عدد المشتّتات. لكن القراءة لم تكن يومًا سوى مشقّة.

تقدم لنا الروائية والمترجمة إيمان أسعد مجموعة من أبرع النماذج التي تجسد روح الـ Autofiction، نرشحها لكم كواحدة من أهم قوائم القراءة الثرية في هذا الحقل الأدبي المثير.

أقرأ روايات أو كتب سرد أو شهادات، يجذبني موضوع ما، أو عنوان، ولا يعنيني سوى أن أتمتع بالأسلوب، وأقتنع بالأفكار. ولذا أعتبر الفرنسية لغة أحلامي، لأنها تتسرب من زمن ما قبل إغماض عينيّ إلى مناماتي.

أعتقد أنه يجب علينا فقط قراءة النوع من الكتب التي تدمينا بل وتغرس خناجرها فينا، وإذا كان الكتاب الذي نقرأ لا يوقظنا من غفلتنا فإذاً لماذا نقرأه أساسًا؟

بعيدًا عن الجانب الشخصي للكتّاب الذي قد تكشف النصوص عنه أو تضلله، ثمة سؤال يلوح في الأفق الآن: هل أساء حقًا القارئ فهم سيوران أو نيتشه حينما فسر نصوصهما بعيدًا عن مقاصدهما الحقيقية؟