بالنسبة لإبراهيم، ترهّل التعبير دلالة على الانحطاط الروحي، وهناك شعورٌ لا يمكن إنكاره في أعماله اللاحقة بأن الأسلوب المكرور في خطابات المستبدّ، والطقوس الفارغة لإسلام الدعاة التلفزيونيين، والقبول الأعمى لثقافة الاستهلاك العالمية، كلّها مترابطة بعضها ببعضٍ.

هذه هي قوة هان كانغ: بقليلٍ من الحبر و الورق، تعمل كوسيطٍ يحمل ذكريات أجيال عانت من عنف الدولة، وينقلها إلى أجيال ورثت هذه الصدمات لكن ليس بالضرورة مع تلك الحقائق المكبوتة الرازحة تحتها.

إن مديحه الكبير لترجمة يسينسكا لا يمكن أن يأتي إلا من كاتب متعدد اللغات، يتحدث التشيكية إضافةً إلى لغته الأم الألمانية، وكان لديه فهم متطور لمَهمة المترجم، الذي تتجاوز كتاباته الحدود اللغوية والثقافية.

لا تستخدم أوستن السرعة، والتوقُّف، والتطفُّل، والأسئلة البلاغية، وتلوينات ما وراء القص فحسب، بل تستخدم أيضًا الحبكة والصدفة لتحقيق هذا الإحساس بالطبيعة الاختيارية المصطنعة لنهاياتها الكوميدية.

من المنطقي أكثر أن نرسم خريطة رولفو ضمن كوكبة من الكُتّاب مثل ت. س. إليوت، وصمويل بيكيت، وفرانز كافكا، الكُتّاب الذين أخذوا الأدب إلى حدود لغاتهم، وكتبوا بنوع من اللغة «الأجنبية»، إذ سمحوا للغرابة بالتسرُّب إلى المألوف وتحويل الحياة اليومية إلى غريبة.

من المؤكد أن شهرة ومكانة بروست قد طغت على شهرة جويس ومكانته، وكذلك بيكيت، وفرجينيا وولف، وفوكنر، وهيمنجواي، وفيتزجيرالد، وجيد، وفاليري، وجينيه، وتوماس مان، وبرتولد بريخت، لأنه إذا كان بعض هؤلاء الكُتَّاب أكثر شهرة من بروست في بلدانهم، فإن بروست هو الوحيد الذي يتمتَّع بشهرة دولية منتظمة.

لم يكتب أحد بصورة تدرك أدب يون فوسه أكثر من ليف تولستوي في «الحرب والسلم»، في المقطع الذي تأثرت فيه الشخصية الرئيسة، الأمير أندريه، بالبكاء عند الاستماع إلى مقطوعة موسيقية، وحاول فهم السبب. إنه يجد سببًا في التناقض الرهيب بين اللانهاية اللامحدودة داخله وقيود ماديته الدنيوية.

يكتب فوسه عباراتٍ موسيقيَّة، نقيَّة، تكراريَّة، بمفرداتٍ متقشفة، أما كناوسغارد، فلا يفعل ذلك. وبينما كانت مقالة كناوسغارد تتنقل بين عدة موضوعات كبرى ومختلفة، ممزوجة مع تأملات شخصية وفلسفة ونقد وحكايا من سيرته الذاتية