في غياب القلق، تظهر براعتنا، وعلينا أن نكون بارعين، الآن وفي كل وقت. قد يحفز القلق العمل، لكنه لا يحفز العمل الذكي؛ فهو يجعلنا مندفعين وحمقى، كحالةِ السُّكْر الشديد، التي تسبّل مشكلات أكثر بكثير مما تحلّ

هل نبدأ بتقدير الكرامة التي أضفاها الصحفيون الفلسطينيون على مهنة الصحافة؟ في الغرب، تُقاس الصحافة غالباً بـ"السبق الصحفي"، أما في غزة، فقد كانت الصحافة فعل تضامن وبطولة جماعية؛ كانوا معًا، يوصلون إلى العالم أنباء موتهم وهم أحياء.

مثل إسفنجة غسيل الأطباق، تمتلئ أذهاننا برغوة الحكايات كلما خرجنا إلى العالم وتحدثنا مع الآخرين واستمعنا لهم باهتمام، بعضهم يمنحنا مفاتيح نصوص وبدايات قصص وأسئلة تتبعها أسئلة!

الأدب هو الترياق المضاد للتخدير. لا يمكن للكتّاب أن يوقفوا الحروب. لا يمكننا أن نجعل الكراهية تختفي. ولكننا نستطيع أن نبقي شعلة السلام والتعايش والتعاطف حية.

وأيّ مجال آخر من مجالات المعرفة العلمية يمكنه أن يكشف لنا عن جوهر الحالة الإنسانية كما تفعل دراسة اللغة؟ فاللغة متداخلة مع كل جانب من جوانب حياتنا؛ هي واسعة ومتنوعة، لكنَّها في الوقت نفسه محكومة بحدودِ قدراتنا العقليّة.

انطلاقًا من هذا الفهم، يرى كنفاني أن الالتزام بالصهيونية يجعل فهم الأدب الصهيوني أمرًا مستحيلًا. بل إن الاعتراف بوجود هذا الأدب كفئة قائمة بذاتها يتطلّب إعادة تشكيل فكرية على مستوى عميق.

النبوغُ، في جوهره، هو التكيّف والوسواس الإيجابيّ المثابِر. بدون المثابَرة، ما يتبقّى هو اندفاعُ اللحظة. بدون التكيّف، يمكن لما يتبقّى أن يُوَجَّهَ نحو تزمّتٍ مدمِّر. بدون الوسواس الإيجابيّ، ما من شيءٍ البتّة.

في كل جيل، يشعر عدد قليل جدًا من الأشخاص بالتحفيز لكتابة مقال بعنوان «لماذا أكتب»، أو «لماذا نكتب»، ومهما كان العنوان، ستجد الكثير من الأسباب والتفسيرات المعقدة والمتعلقة بالذات إلى حد ما.