المترجمة تحاور المؤلف: أليكس آدامز عن التعذيب ومبرراته

  • بقلم أليكس آدامزإيمان معروف·
  • 10/04/2021 ·
  • 2347قراءة·
  • 1إعجاب·
  • 1 المفضلة
التعذيب ليس مسألة حوادث دراماتيكية تقع لمرة واحدة.

أليكس آدامز كاتب وناقد وموسيقي وروائي يعيش ويعمل في شمال شرق إنجلترا، يحمل شهادة دكتوراه في اللغويات من كلية الأدب الإنجليزي في جامعة نيوكاسل، يدور عمله النقدي حول التمثيل الثقافي الأدبي والسينمائي والشعبي للتعذيب السياسي. صدر كتابه النقدي الأحدث، "كيف يُبرر التعذيب: داخل سيناريو القنبلة الموقوتة"، في عام 2019، وصدرت ترجمته إلى اللغة العربية عن منشورات تكوين في عام 2020. ولديه العديد من المقالات الأكاديمية والأعمال النقدية الأخرى، وهو بصدد نشر كتاب نقدي جديد وعمل روائي قريبًا.


السيد أليكس آدمز، يسعدنا وجودك معنا عبر "منصة تكوين للكتابة الإبداعية"، نطرح عليك بعض الأسئلة التي تثري معلوماتنا حول كتابك "كيف يُبرر التعذيب؟"، ونطلع على وجهة نظرك حول قضية التعذيب على وجه الخصوص.


لقد عرَّفت عن نفسك عبر موقعك الإلكتروني بأنك كاتب ناقد وأنك تسعى إلى نقد التمثيل الثقافي الأدبي والسينمائي والشعبي للتعذيب السياسي. هلا حدثتنا عن دور النقد الثقافي القائم على قراءة الأدب والتمثيلات الثقافية من سينما ومسرح وغيرها، وتوظيفه في فهم التحولات المجتمعية وتحولات الوعي والفكر؟


بكل تأكيد. أعتقد أن للنقد الثقافي دورًا مهمًّا ومؤثرًا حقًّا في الحياة الاجتماعية والسياسية، لأنه يساعدنا على فهم ما هو على المحك في طريقة صُنع المعنى وتعميمه، كما يساعدنا على فهم ما نستمتع به، ولماذا نستمتع به، ويثري فهمنا لمضمون الأدب والأفلام وبرامج التلفزيون التي نستهلكها. وكما قلتِ، يمكن للنقد الثقافي في أفضل حالاته، أن يسلط الضوء على العلاقات بين الخطاب والسلطة، ويتيح لنا أن نلقي نظرة ثاقبة على العلاقات السلطوية بين الناس التي ربما أصبحنا نعتبرها من المسلمات، ويمكن أن يمنحنا طرائق جديدة لتحدي أو إعادة تشكيل هذه العلاقات. بالنسبة لي، إن كاتبًا مثل إدوارد سعيد -أو في الواقع، الكثير منا ممن ساروا على خطاه العظيمة- يستخدم النقد الأدبي لإعادة تشكيل الطرائق التي نفهم بها جوهر الأدب. إذ بعد قراءة سعيد، لم أستطع النظر إلى أمهات الأدب الإنجليزي بالطريقة التي كنت أراها سابقًا، فقد جعلني أدرك أن ممارسات القوة الاستعمارية البريطانية على الكرة الأرضية، وكل العنف الذي تنطوي عليه، لا يمكن فصله عن الأعمال الفنية الرقيقة والجميلة التي أنتجها الكُتاب العاملون باللغة الإنجليزية. جعلني أدرك أن الكتابة ليست مجرد هواية لطيفة، بل نشاط سياسي عميق يمكن اعتباره محورًا أساسيًّا من محاور عمل السلطة.


أعتقد أن مسألة "النقاش حول التعذيب" خير مثال على ذلك بشكلٍ أو بآخر. وفي ما يتعلق بكتابي، يسرني أن أعتقد أن ما قدمته يكشف روابط واضحة بين العنف السياسي الذي وسمَ العالم على مدار العشرين عامًا الماضية على الأقل (إن لم يكن قبل ذلك بوقت طويل) والثقافة الشعبية التي تُستهلك عندنا في الغرب بشغف كبير. إن الثقافة من أهم المجالات التي تُناقش من خلالها القضايا الأخلاقية والسياسية الكبيرة، وقد أردت من خلال عملي على مسألة التعذيب، أن أوضح تمامًا الطرائق التي تكون بها أصناف الثقافة الشعبية التي يستمتع بها الكثير منا متواطئة أيضًا في جعلنا نقبل أو حتى نستمتع بالطريقة التي ترتكب بها حكوماتنا ممارسات العنف في جميع أنحاء العالم. كان من المهم أيضًا بالنسبة لي أن أحاول إعطاء الناس طريقة للطعن في مبررات التعذيب التي نراها تُعرض لنا مرارًا وتكرارًا، لأنني أعتقد أن النقد يكون في أفضل حالاته عندما يمكنه اقتراح حلول وليس مجرد تشخيص للمشكلات.


هل يمكن أن توضح معنى سيناريو القنبلة الموقوتة لمن ليسوا على دراية بهذا المفهوم؟


سيناريو القنبلة الموقوتة هو تجربة فكرية بسيطة للغاية. إنها تطرح السؤال التالي: تخيل أن إرهابيًّا أو مجرمًا أخفى قنبلة في مكان عام (مدرسة، مستشفى، أو ساحة وسط المدينة)، وأنك ألقيت القبض على هذا الشخص. إنه يرفض إخبارك بمكان القنبلة، أو كيفية إيقافها. هل يبرر لك ذلك تعذيب هذا الشخص حتى تجعله يخبرك كيف توقف القنبلة؟ إنها مسألة اختيار في أبسط صورها: هل لديك ما يبرر استخدام أحد أشكال العنف لمنع شكلٍ آخر؟


تعد هذه الحجة مقنعة جدًّا لكثيرٍ من الناس. تقودنا أفكارنا البديهية التي نحملها سلفًا حول حماية الأبرياء ومعاقبة المذنبين إلى أن علينا تعذيب هذا الشخص.


لكنه، بالطبع، وضع مصطنع واضح المعالم، إذ يؤدي تعذيب شخص مذنب إلى إنقاذ مئات أو آلاف الأبرياء. مثل هذه المواقف، التي يكون فيها اختيار واضح بين شرين، لا تظهر أبدًا. فالسيناريو قوي عاطفيًا بما يكفي لجعل التعذيب -الذي يفترض أنه جريمة بحق الإنسانية- يبدو ليس فقط الشيء العملي الذي يجب فعله، بل أيضًا الشيء الصحيح أخلاقيًّا الذي يجب فعله. وأشير في كتابي إلى أن هذا السيناريو الخيالي موجود على نطاق واسع في جميع تفاصيل ثقافة الغرب، وأنه يُستغل كطريقة لتبرير أنظمة التعذيب بأكملها.


وما السبيل لكشف الثغرات في هذا السيناريو وعدم الوقوع في شباكه؟


قد يكون من الصعب للغاية تحدي هذه التجربة الفكرية، إذ لا يمكنك ببساطة أن تقول إنك سترفض تعذيب المجرم. الانخراط في السيناريو بشروطه الخاصة، وقول "لا" عندما يتطلب منك السؤال بوضوح أن تقول "نعم"، يضعك في موقف رهيب: يجعلك تبدو كما لو أن مبادئك الأخلاقية المجردة أهم عندك من حياة حقيقية لجميع ضحايا القنبلة الأبرياء. وتلك إحدى الطرائق التي تجعل هذه التجربة الفكرية ذكية للغاية. إن السيناريو لا يُستغل فقط لتبرير التعذيب، بل يجعل أيضًا معارضي التعذيب يبدون حمقى وجبناء وغير أخلاقيين.


كما أن الإشارة إلى أنه غير واقعي تُعد ضربًا من المغالطة المنطقية أو التضليل. يمكن لأي شخص يؤطر سيناريو القنبلة الموقوتة أن يصفه بعدد لا يحصى من الطرائق الأكثر واقعية، أو أن يغير التفاصيل حتى يبدو واقعيًّا. لكن ليس من المفترض حقًّا أن تكون التجارب الفكرية واقعية؛ فهي طرائق لابتكار الحجج العامة، لذا فإن المحور الأخلاقي للمسألة ينجو من أي هجوم على التفاصيل مهما كانت مؤطرة أو غير واقعية أم لا.


إن السبيل لتحدي السيناريو، وما حاولت فعله في كتابي، هو رفض الإجابة عن السؤال الذي يطرحه علينا سيناريو القنبلة الموقوتة. لا توجد إجابة جيدة عن السؤال لسبب بسيط، هو أنه ليس سؤالًا جيدًا. بدلًا من ذلك، حاولت في كتابي تفكيك السيناريو وإظهار أنه في الواقع سؤال مخادع يتكون من الكثير من الأفكار الرجعية والفاشية.


عندما يتعلق الأمر بتحدي سيناريو القنبلة الموقوتة، غالبًا ما أجد أنه من الأفضل الإشارة إلى أن التعذيب ليس مسألة حوادث دراماتيكية تقع لمرة واحدة. إنها مسألة إساءة استخدام ممنهجة للسلطة السياسية تهدف إلى قمع الناس واستغلالهم. سيناريو القنبلة الموقوتة هو وسيلة لإلهائنا عن هذا الواقع.


يتتبع كتابك الروايات الأولى التي جسدت فكرة التعذيب، فهل ترى أنها جعلت هذه الممارسة مقبولة في نظر الجمهور عن قصد أو غير قصد؟ وهل ثمة أمثلة عن دعم التعذيب عبر أدبيات وأعمال لم نتوقع أن لها مثل هذا الدور؟


نعم. أعتقد أن قصص القنابل الموقوتة كانت تدور حول جعل التعذيب يبدو مقبولًا، تظهر وتنتشر في كثير من الأحيان في المجتمعات التي تواجه اضطرابات سياسية، حيث من المعروف أن سلطات الدولة تمارس التعذيب. من مهام القصة أن تقول: "نعم، إن التعذيب قائم، لكننا نمارسه للحفاظ على سلامتك". هذا لا يعني أن الروائيين أو صانعي الأفلام "يعملون من أجل الدولة"، ببساطة لأن الذين يتعاطفون مع أهداف الدول التي تمارس التعذيب هم أكثر عرضة لخلق أو نشر هذه الأفكار.


في بعض النواحي، ينشأ العديد من القصص القديمة عن القنبلة الموقوتة من سياقات متوقعة تمامًا. على سبيل المثال، كان جان لارتيغي جندي مظلات فرنسيًّا سابقًا، وقد كتب روايتيه "السينتوريون" و"البريتوريون" من منظور المظليين الفرنسيين في الجزائر في أواخر الخمسينيات وأوائل الستينيات، عندما كانت السلطات الاستعمارية الفرنسية تمارس التعذيب على نطاق واسع كوسيلة لمحاربة القوى الوطنية. مما لا يثير الدهشة، أن رواياته تتناول موضوع التعذيب بالقول إنه على الرغم من كونه مروعًا، فإنه ضروري إذا أراد الفرنسيون الاحتفاظ بسيطرتهم على الجزائر. وقد ثبت خطأ لارتيغي عندما تخلت فرنسا عن الجزائر، لكن أفكاره حول التعذيب بقيت معنا.


غالبًا ما يُنسب إلى رواياته أنها "أصل" سيناريو القنبلة الموقوتة، لذلك فوجئت بوجود سيناريو القنبلة الموقوتة في "كتاب الفاتحين"، وهو رواية كتبها أندريه مالرو، كاتب استعماري فرنسي آخر، عام 1928، أي قبل أكثر من ثلاثين عامًا من رواية "السنتوريون". غالبًا ما يُنظر إلى سيناريو القنبلة الموقوتة على أنه شيء ظهر في فترة إنهاء الاستعمار في القرن العشرين، لذلك من المثير للاهتمام أن نرى أن له تاريخًا أطول مما كنا نظن.


من الممتع بشكل أو بآخر ملاحظة عناوين الكثير من أفلام الإثارة وأفلام الحركة المذكورة في الكتاب المعروفة في الثمانينيات والتسعينيات قبل 11 سبتمبر. كيف استطعت استخلاص الرؤية التي تخدم السيناريو ضمن هذه الأعمال؟


من الأشياء الغريبة التي حدثت لي عندما كنت أكتب هذا الكتاب، أنني بدأت أرى سيناريو القنبلة الموقوتة في كل مكان. في البداية اعتقدت أنني كنت أتخيلها، لكن بعد فترة أدركت أنه يوجد بالفعل مشاهد تعذيب بكمية هائلة من الأفلام والمسلسلات التلفزيونية صراحةً. ولا يتعلق الأمر دائمًا بتقييد شخص ما باستخدام أدوات مرعبة مثل المناشير أو المثاقب التي توجه إلى أعضائه الحساسة، بل غالبًا ما تؤدى مشاهد التعذيب بهدف إثارة الضحك، أو أنها مشاهد قصيرة جدًّا لا تستغل لأجل الكثير من الرعب الدرامي. لقد فاجأني أن أرى أفلام الحركة الممتعة مثل Commandos تتضمن مشاهد استجوابٍ للأشرار واستخلاص المعلومات منهم ثم إلقاءهم من أعلى المنحدرات أو أيًّا كان. عندما شاهدت هذا المشهد في فيلم Commandos في شبابي لم أدرك أنه مشهد تعذيب، لكنه كذلك. هناك الكثير من الأشياء من هذا القبيل في الأفلام التي لا يُفترض أن تكون مروعة أو قاسية، وهذا يوضح كيف أن التعذيب الروتيني والعادي يندرج في العديد من أشكال الثقافة المفضلة لدينا.


كيف يتماشى التعذيب الذي تمارسه السلطة القانونية مع الحمائية (وهي فرض العقوبة دون انتظار حكم القانون) والحماية الذكورية الأبوية التي غالبًا ما كانت تُعتمد في كثير من هذه الأفلام آنذاك؟


مرة أخرى، Commandos مثال جيد هنا، لأن البطل في ذلك الفيلم يطارد مجموعة من المجرمين من أجل إنقاذ ابنته. نرى أشياء متشابهة كثيرًا في أفلام مثل Death Wish وDirty Harry وTaken. هذه طريقة أخرى لتمرير سيناريو قنبلة موقوتة ذكي ومرن للغاية. لا يتعلق الأمر دائمًا بتفجير قنبلة في مقهى؛ ربما تكون ابنتك هي التي اختطفت، وعليك أن تعذب شخصًا ما من أجل إنقاذها.


منطقيًّا، لا يحق لأحد أن يدعي أنه لا يجب عليك محاولة إنقاذ ابنتك، بل أنت مطالب بفعل ذلك بالطبع. ولكن في هذه الأفلام، يتحول هذا الواجب الأخلاقي الواضح إلى تبريرٍ للتعذيب. ويظهر القانون (الذي يحظر التعذيب) في العديد من هذه الأفلام، كشيء يعيق طريق العدالة "الحقيقية". لذا فإن الأفكار حول الحمائية والحماية الأبوية تصبح ضبابية عند تبرير عنف الدولة.


يحدث الكثير هنا في آنٍ معًا. ببساطة، سيناريو القنبلة الموقوتة يعمل عن طريق التأثير على الكثير من النقاط الحساسة لدينا في نفس الوقت. نريد إنقاذ ابنتنا. نريد حماية الأبرياء ونريد معاقبة المذنبين. نعتقد أن القانون يعيق الطريق. كل هذه النقاط مؤثرة جدًّا، وعندما يتداخل كل شيء مع دقات ساعة القنبلة الموقوتة، فإن التأثير النهائي هو أن نميل إلى الاتفاق على أن التعذيب قد يكون هو المخرج. كل هذه الروايات يدعي أن أسلوب التعذيب سوف ينجح، لذلك نحن مدعوون للاعتقاد بأنه حل سحري لمشاكل معقدة ومرعبة.


باتمان، سوپرمان، وكل هذه القصص المصورة هي المفضلة لدى أطفالنا، فماذا عن هذا الإعلام الموجه للأطفال؟


يوجد شيئان أريد أن أقولهما هنا. أولًا، في المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية، تُعد قصص الأبطال الخارقين اليوم من الأشكال الرئيسية للترفيه لجميع الأعمار، بدءًا من القصص المصورة والرسوم المتحركة للأطفال وحتى الأفلام الرائجة مثل Avengers إلى قصص مثل قصص مارڤل، المعاقب أو ديردڤيل، التي خُصصت لجمهور البالغين، وتتضمن الكثير من العنف التصويري، بما في ذلك التعذيب. بطريقة ما، اتخذت هذه القصص طابع الأساطير أو الخرافات الحديثة، وهي ليست (كما تعلمين بالتأكيد) موجهة للأطفال فقط.


ثانيًا، فيما يتعلق بترفيه الأطفال، من الغريب أن أفلام الأطفال تعرض التعذيب أيضًا. الآن، غالبًا ما يكون العنف في إعلام الأطفال عبارة عن تهريج سخيف فوضوي، وهو شكل من أشكال اللعب، وليس بالضرورة مشكلة. لكن ثمة أفلام مثل أفلام ديزني: Zootopia أو Minions أو فيلم الپوكيمون عن المحقق پيكاتشو، حيث يلعب التعذيب دورًا بارزًا ومثيرًا للقلق. في فيلمي Detective Pikachu وZootopia يعذب الأبطال أعدائهم للحصول على معلومات بطرق تردد صدى قصص القنبلة الموقوتة. ثمة شيء بشعٌ حقًّا بخصوص هذا.






ما السبيل لبدء تغيير التوجه السردي في الثقافة الشعبية؟


هذا سؤال مثير للاهتمام حقًّا، وهو أصعب مما يبدو عليه. يوجد الكثير من الأفلام والروايات والمسرحيات والقصائد التي تتحدى التعذيب وتعرض التعذيب من منظور الضحية. هذه رائعة ومفيدة ومهمة.


لكن تكمن المشكلة الرئيسية في أن سيناريو القنبلة الموقوتة وأشكال التعذيب الأخرى مرئية وواسعة الانتشار وبعيدة المدى. نحن في حاجة إلى روايات مناهضة للتعذيب تحظى بالقدر نفسه من الشعبية، وسهلة المشاهدة، والتفاعل، وتُظهر التعذيب على أنه إساءة استخدام رهيبة للسلطة وليس شيئًا يمكن أن يحل المشاكل أو ينقذ المحتاجين. تكمن المشكلة بالطبع في هذا أن مثل هذه القصة ستكون مؤلمة ومزعجة ويصعب مشاهدتها، ولا يمكنك وضع پيكاتشو في هذا الفيلم.


تتمثل إحدى المشكلات الرئيسية في سيناريو القنبلة الموقوتة في مدى سهولة الاندماج في القصص المثيرة والممتعة والمرحة. لا يمكنك كشف الحقيقة المروعة للتعذيب بنفس الطريقة. إنها مُشكلةٌ حقيقية.


الآن، بعيدًا عن التعذيب. لنتحدث عن الكتابة قليلًا، هل تميل إلى كتابة الرواية؟ ومن هم كتابك المفضلون؟


نعم، أحب كتابة الروايات، على الرغم من أن الحظ لم يحالفني كثيرًا في نشرها بعد. لقد كتبت بالفعل رواية مناهضة للتعذيب بعنوان "صائد الجرذان"، تتناول بعض المشاكل التي تحدثنا عنها في السؤال الأخير. الفكرة هي أنها قصة مثيرة حاولت أن أجعلها مفعمة بالحركة والإثارة لكنها لا تمجد التعذيب على الإطلاق. لقد انتهت الإجراءات مع الوكلاء والمطابع في الوقت الحالي، لذا نأمل أن تُطبع قريبًا!

لكنكِ على حق، إن الحياة تحمل مواضيع أخرى غير التعذيب، على الرغم من أهميته. لذا أستمتع أيضًا بأدب الخيال العلمي وأفلام الوحوش والرعب، وأعمل على وضع خطط لكتابة روايتين في هذا السياق. لدي بضعة آلاف من الكلمات مكتوبة عن قصة رعب بطلها "الفطر". أعلم أنها تبدو بلهاء بعض الشيء، لكنني أومن بأنها ستنجح بشكل جيد. أود أيضًا أن أكتب قصة عن مستذئب، وأود أن أكتب رواية تاريخية عن روما القديمة.

عندما يتعلق الأمر بالكتاب المفضلين، أتعثر قليلًا. أحب الكثير من أنواع الكتابة المختلفة، ولست مخلصًا جدًّا عندما يتعلق الأمر بتفضيل إحداها. أحب حقًّا جورج آر آر مارتن وكرت ڤنيجت وأنجيلا كارتر. وبالنسبة للكتابة النقدية فأنا أحب إدوارد سعيد وقليلًا من أعمال أدورنو. أفضل رواية قرأتها هذا العام كانت "أرق من الجلد" بقلم أسامة أسلم خان.


ما مشاريعك القادمة؟


في يناير 2021، أنشر دراسة عن رواية حول طائرات الدرون حروب طائرات الدرون في المملكة المتحدة، التي تبحث في الوسائل التي تعبر بها روايات الطائرات بدون طيار عن أيديولوجية حرب الدرون والهجمات المنفذة من خلالها. لدي أيضًا بعض الخطط للتعاون في بعض المقالات عبر الڤيديو أو الپودكاست، على الرغم من أن هذه ليست ملموسة بعد، ولدي مقال سينشر في مجلة أكاديمية في وقت ما من العام المقبل. أولويتي التالية هي نشر روايتي "صائد الجرذان"، وأعمل بعد ذلك على مشروع يبحث في كيفية تصوير بعض روايات التعذيب للتعذيب على أنه شكل من أشكال الإغواء. وبالتالي أنا حريص على الانشغال طيلة الوقت!


ممتنة لك جدًّا على ما ذكرته لنا من معلومات وأفكار قيمة. وأتمنى أن يدرك القراء أهمية أعمالك وكتابك "كيف يُبرر التعذيب" على وجه الخصوص. ويسرنا أن نقرأ أعمالًا قادمة لك على القدر نفسه من الأهمية والنجاح. أتمنى لك كل التوفيق. شكرًا جزيلًا مرة أخرى.


شكرًا جزيلًا على هذه المقابلة!


شكرًا لك.

  • السابق|وصفة موجزة للرواية ا....
  • فصل من رواية (رقصة ا.... |التالي
لا يوجد تعليقات