تاريخ البحر الأحمر من ديليسبس حتى اليوم 1/2
إن الخطر المصوب نحو الغرب يكمن هنا ؛ بين البحر المتوسط والمحيط الهندي، ومن سواحل الخليج العربي إلى سواحل البحر الأحمر. من خلال هذا المربع المترامي سوف يتحدد مصيرنا، لكن من الذى سيبدأ؟ ومتي؟ وبأي صورة؟ لا أحد يمكنه التنبؤ. وإذا لم ننتبه فسيغدو البحر الأحمر -يوما ما- بحيرة إسلامية، وإذا ما اختفت المعارك الإيديولوجية، فستظهر المواجهات الدينية مرة أخرى. لقد جاء عصر الإسلام، وعلينا أن نستعد لمواجهته مسلحين بالحرص، قبل أن يقرع آذاننا نداء: الله أكبر!".
هذه هي النتيجة التي انتهي إليها مؤلف الكتاب، بعد رحلته مع البحر الأحمر على مدار أربعين قرنا من الزمان، إنها الرحلة التي درس فيها كل شيء. وفي القرنين الأخيرين على وجه الخصوص،عني بقناة السويس؛ ذلك الحدث الأكبرالذى ميز القرن التاسع عشر، متوقفاً عند صراع القوى الكبرى من حولها؛ تلك المتمثلة في إنجلترا وفرنسا والباب العالي، وصولاً إلى تأميمها، وما ارتبط به من أزمة، كما رصد مرحلة احتلال دول المنطقة، وكذلك مواقف القوي الكبري من الدولة العثمانية التى كانت تحتضر على مدار القرن التاسع عشر كله، حتى كانت نهايتها بعد الحرب العالمية الأولى. كما وقف ملياً أمام تأسيس المملكة العربية السعودية الأولي ثم الثانية والثالثة، وكذلك اللقاء الفارق في تاريخ المملكة -وتاريخ المنطقة بأسرها- لقاء الملك عبد العزيز آل سعود وروزفلت على متن السفينة "كوينسي" في البحيرة المرة بمصر، كذلك عني برصد علاقات دول المنطقة ببعضها من ناحية، وعلاقاتها بالقوي الاستعمارية من ناحية أخرى، بالإضافة إلى مرحلة ما بعد الاستقلال، وميلاد دولة إسرائيل والحروب الثلاثة بينها وبين العرب 1948 و 1967 و 1973، وأفرد صفحة كبيرة لمصر عبد الناصر والعدوان الثلاثي على مصر، ونشوء بؤر الصراع التي لا يزال الشرر يتطاير منها حتى اليوم: في الصومال، والسودان، وإريتريا، وإثيوبيا، وبين اليمن والسعودية، وفي منطقة الأناضول، وكذا في بلاد الشام، كما رصد المد الإسلامي في المنطقة وسبل التعامل معه.
لا يوجد مراجعات