استسلام
لا يخرج الإصدار الروائي "إستسلام" للكاتب الفرنسي ميشيل ويلبيك عن هاجس الإرهاب الذي بات يسكن الفرنسيين اليوم، والذي يأتي في سياق ما تشهده البلدان العربية من أحداث، أوحت للروائي بفكرة مستقبلية يتصور فيها حال فرنسا إذا ما وصل زعيم مسلم واسمه محمد بن عباس إلى الحكم وحكم فرنسا.
"إنه عام 2022، فرنسا تعيش في خوف، الدولة تواجه مشاكل غامضة، موجات من العنف تحجبها وسائل الإعلام، الشعب متروك في الظلام، خلال بضعة شهور، أحد الزعماء من حزب إسلامي سيكون رئيساً للجمهورية، مساء الخامس من حزيران.
وخلال جولة إنتخابات ثانية - بعد أن تم إلغاء الجولة الأولى بسبب عيوب في التصويت - فاز محمد بن عباس وبدعم من قوى اليسار واليمين بسهولة على مارين لوبين...".
هذا هو العالم الذي يتخيله ويلبيك في الرواية، وإذ بنا أمام نوع روائي يطلق عليه النقد الأدبي مصطلح "التخييل السياسي" ويصفه قاموس لاروس بأنه ذلك اللون الروائي الذي يفسّر الحاضر بواسطة تخيّل المستقبل.
في تظهير الحكاية، فرانسوا، بطل رواية "إستسلام"، فرنسي أعزب في الأربعين من عمره يعمل أستاذاً في جامعة السوربون متخصصاً في الكاتب "جوريس - كارل هويسمان" من كتّاب القرن التاسع عشر، وهو يوزع أوقاته بين إعطاء الدروس في الجامعة، وتسخين أطباق الطعام، وبين مغامراته العاطفية العابرة مع الطالبات في برجه العاجي بالدائرة الثالثة بباريس.
بعد ذلك يتحول السرد إلى المستقبل وتخيل تحوّل فرنسا سنة 2022 إلى دولة إسلامية في أعقاب إنتخابات جمهورية يتصارع فيها على الحكم حزبين متحكمين في الحياة السياسية الفرنسية ويعني بها اليسار واليمين، فيتخيل (روائياً) أن "الحزب اليميني الذي ترأسه مارين لوبين" سيدخل في مواجهة قوة أخرى لا أحد يعرف كيف انبثقت على وجه التحديد بعد العهدة الثانية للرئيس فرانسوا هولاند، وهي "حزب الأخوة الإسلامية".
وهكذا يضعنا الروائي أمام صراع الإنتخابات الرئاسية الفرنسية والذي سينجم عنه جبهة جديدة تقف إلى جانب المرشح عباس (المسلم) الذي انتخب رئيساً كما لم يكن يتوقع أحد ذلك.
لا يوجد مراجعات