
- Shopping cart is currently empty, Add items to your cart and view them here before you checkout Continue Shopping
- Are you a member Register/ Login
5.50 د.ك
الحرب في كل صورها وأشكالها محاولة انتحارية. إنها إعلان عن إفلاس المتحاربين في وضع الحلول المناسبة للمعضلات الناشبة بينهم. إنهم بهذه الحروب ينزلون بالحضارة من مستواها الأخلاقي الرفيع إلى مستوى شرعة الغاب. والواقع ً أن الحروب التي عرفها النصف الأول من القرن العشرين هي أشد الحروب التاريخية وأكثرها تخريب ًا وأقلها احترام ًا للمواثيق الإنسانية والقيم الأخلاقية. إن إحراق المدن بالعشرات والمئات وتقتيل النساء والأطفال والشيوخ دون تمييز قد أصبحا في حروب القرن العشرين قاعدة يومية وظاهرة تتكرر في كل اشتباك وعند كل غارة.
لقد انتهت الحرب العالمية الأولى لا ليتعظ بها الناس ولا يوزعوا الحقوق بالقسطاس المستقيم، بل انتهت هذه الحرب ليضع المنتصرون بعدها بذور حرب جديدة. إنها بذور الحقد والخوف وانهيار الأعصاب والرغبة في ما في أيدي الآخرين من الثروات والأرزاق والأملاك... ومؤتمر الصلح الذي عقد في فرساي كان في الحقيقة بداية هدنة إجبارية فرضتها هزيمة ألمانيا، فأصبح السلام هدنة قلقة متوترة تنتظر أول مناسبة للانفجار وللعودة بالعالم إلى حرب أشد هولاً وأكثر بشاعة وقسوة وتدمير ًا... وكانت الحرب العالمية الثانية أطول نفس ًا وأعنف أسلحة وأقدر على تحطيم أحلام البشرية في الأمن والاستقرار والطمأنينة والسلم... وعندما دارت الدائرة على الغزاة الألمان وبقية دول المحور عاد الأمل إلى الشعوب ونبت في العقول والنفوس أفكار خضراء ورغبات حلوة.
No Reviews