البناء الاجتماعي للهوية الجنسية
يضم هذا الكتاب الدراستين الوحيدتين اللتين كتبهما عالم الاجتماع الشهير إرفينغ غوفمان عن النوع الاجتماعي (الجندر). وبفضلهما أثار المؤلف كيف تقوم التفاعلات الاجتماعية بين أفراد الجماعة ببناء التمايزات بين الجنسين. الدراسة الأولى عالجت العلاقات الجنسية في الفضاء الاجتماعي الواسع، وركزت بالأساس على كيفية بناء الرجال والنساء باعتبارهما "فئتين جنسيتين" متعارضتين. وتوضح هذه الدراسة أن هذه "الفئتين" ليستا من صنع الطبيعة (البيولوجيا)، وإنما من إنتاج المجتمع الذي ينتج هذا التمايز ويحوله إلى "مؤسسة". ويبتكر غوفمان عبارة "الإنعكاسية المؤسساتية" التي تعني أن ترسخ الاختلافات الجنسية في المؤسسات الاجتماعية يضفي سمة طبيعية على الترتيبات الاجتماعية المتعلقة بالعلاقات الجنسية. وفي الدراسة الثانية، يصف غوفمان كيف تُعرَضُ الأنوثة والذكورة في وسائل الغربية من خلال معالجة أكثر من 500 صورة إشهارية، حيث حلل أوضاع أجساد النساء والرجال وملابسهم، وكشف عن الصور النمطية المبنية اجتماعيا المتعلقة بالجنسين معا. إذ يتم تصوير المرأة بأنها ناعمة، ضعيفة، هشة، حالمة شبيهة بالطفل، وخاضعة. بينما يتم تصوير الرجال بأنهم واثقون من أنفسهم، لهم حضور قوي، على معرفة بمحيطهم، بل ومرعبون ومستعدون لمواجهة كل ما يأتي في طريقهم.
لا يوجد مراجعات