وعاظ السلاطين
وعاظ السلاطين هو كتاب حول إطار البحث الإجتماعي وفهم الطبيعة البشرية المترفة وكذلك تحليل لبعض الأمور ذات الطابع الإجتماعي فيتناول الكتاب أحداث التاريخ الإسلامي في ضوء المنطق الاجتماعي الحديث وموقف قريش من الدين الجديد وتطورات المفاهيم الإجتماعية بعد ظهور الدين واثره على قريش وما تلى ذلك من صراعات.
صدر الكتاب للباحث الاجتماعي العراقي الدكتور علي الوردي عن دار الوراق التي نشرت أعمال الوردي الكاملة ضمن كتب علم اجتماع متنوعة ومتميزة.
نبذة عن كتاب وعاظ السلاطين
يقدم علي الوردي وعاظ السلاطين للقراء كالتالي: أقدم بين يدي القارئ العربي، بحثاً صريحاً لا نفاق فيه حول طبيعة الأنسان.
قد ابتلينا بطائفة من المفكرين الأفلاطونيون لهم أسلوب في التفكير يحاكي أسلوب الواعظين الذين لا يجيدون إلا إعلان الويل والثبور على الإنسان لانحرافه عما يتخيلون من مثل عليا، دون أن يقفوا لحظه ليتبينوا المقدار الذي يلائم الطبيعة البشرية من تلك المُثُل. فقد اعتاد هؤلاء المفكرون أن يعزوا علة مانعاني من تفسخ اجتماعي إلى سوء أخلاقنا.
وهم بذلك يعتبرون الإصلاح أمراً ميسوراً. فبمجرد أن نصلح أخلاقنا, ونغسل من قلوبنا أدران الحسد والأنانية والشهوة, نصبح على زعمهم سعداء مرفهين ونعيد مجد الأجداد. إنهم يحسبون النفس البشرية كالثوب الذي يُغسل بالماء والصابون فيزول عنه مااعتراه من وسخ طارئ.
وتراهم لذلك يهتفون بملء أفواههم: هذبوا أخلاقكم أيها الناس ونظفوا قلوبكم! فإذا وجدوا الناس لا يتأثرون بمنطقهم هذا انهالوا عليهم بوابل من الخطب الشعواء وصبوا على رؤوسهم الويل والثبور. وإني لأعتقد بأن هذا أسخف رأي وأخبثه من ناحية الإصلاح الأجتماعي.
فنحن لو بقينا مئات السنين نفعل كما فعل أجدادنا من قبل نصرخ بالناس ونهيب بهم أن يغيروا من طبائعهم, لما وصلنا إلى نتيجة مجدية. ولعلنا بهذا نسيء إلى مجتمعنا من حيث لا ندري. إننا قد نشغل بهذا أنفسنا ونوهمها بأننا سائرون في طريق الإصلاح, بينما نحن في الواقع واقفون في مكاننا أو راجعون إلى الوراء.
إن الطبيعة البشرية لا يمكن إصلاحها بالوعظ المجرد وحده. فهي كغيرها من ظواهر الكون تجري حسب نواميس معينه. ولايمكن التأثر في شيء قبل دراسة ما جُبل عليه ذلك الشيء من صفات أصيلة. إن القدماء كانو يتصورون الإنسان حر عاقل مختار.
فهو في رأيهم يسير في الطريق الذي يختاره في ضوء المنطق والتفكير المجرد. ولهذا أكثروا من الوعظ اعتقاداً منهم بأنهم يستطيعون بذلك تغيير سلوك الإنسان وتحسين أخلاقه.
دأبوا على هذا مئات السنين. والناس أثناء ذلك منهمكون في أعمالهم التي اعتادوا عليها لا يتأثرون بالموعظة إلا حين تلقى عليهم. فنراهم يتباكون في مجلس الوعظ, ثم يخرجون منه كما دخلوا فيه لئاماً. لقد جرى مفكرونا اليوم على أسلوب أسلافهم القدماء, لا فرق في ذلك بين من تثقف منهم ثقافة حديثة أو قديمة. كلهم تقريباً يحاولون أن يغيروا بالكلام طبيعة الإنسان.
اقتباسات من كتاب وعاظ السلاطين
إني لا أريد بهذا البحث أن أقنع إلا من يريد أن يقتنع، أما الذي لا يريد أن يقتنع فليس لنا إزاءه أية حيل.
استقرأنا في هذا الكتاب حوادث التاريخ الاسلامي في ضوء المنطق الاجتماعي، فوجدنا فيه فريقين يتنازعان البقاء فريق السلاطين من جهة وفريق الثوار من جانب أخر.
وعاظ السلاطين يتركون الطغاة يفعلون ما يشاؤون ويصبون جل اهتمامهم على الفقراء فيبحثون عن زلاتهم وينذرونهم بالويل والثبور.
يرى البعض في هذا العصر أن الدين يدعو الشعوب إلى الخضوع والإستسلام لحكامهم الظالمين.وهذا الرأي ينطبق على الدين المتسأجر الذي يستخدمه الطغاة أما الدين الذي يأتي به الأنبياء المنذرون فهو دين الثورة.
نايف كريري
30-نوفمبر-2021 11:36
جائزة تكوين:
.... اقرأ المزيدبوق بهيئة سوط: سيرة الوعظ في الفكر العربي
قبل ما يزيد عن 60 عامًا أصدر عالم الاجتماع العراقي الدكتور عليّ الوَردي، كتابه الموسوم بـ"وعّاظ السلاطين"، الذي صدر في طبعته الأولى عام 1954.
يُبرز الكتاب قُدرة الوردي كعالم اجتماع على التحليل الاجتماعي المبني على منهجيّة علمية مدروسة وواضحة لدراسة المجتمعات البشريةبالغة التعقيد، وذلك في إطار تفسير (الوعظ) كظاهرة اجتماعية بوصفه حالة تتنافى والطبيعة البشرية، ومحاولته لرسم صورة مخالفة عمّااعتدنا عليه لطبيعة الإنسان، وبإحاطة وا
إعجاب (0)
تعليق
Hadel Al
30-نوفمبر-2021 10:52
وعاظ السلاطين
.... اقرأ المزيديطرح هذا الكتاب العديد من الأفكار التي واجهتها الأمم السابقة من صراعات نفسية بين طبيعة تكوين الانسان الفطرية و الوعظ ، ولما له من تأثير على النفسية ، وطريقة اعتقاد كل من الطرف الاخر انه يسير على الطريق الصحيح و السليم ، كما انه ذكر الوعظ و ازدواج الشخصية ، حيث انه أشار الى بعض الشخصيات التي عانت من هذا الازدواج ، و كيف ان انقسمت المجتمعات الى طبقات ، و بالغت في عنصريتها الى حد انهم اذا كان الشخص ذا نفوذ فانهم يبررون له افعاله الشنيعة على انه صاحب حق ، اما الأشخاص الذي لا يملك
إعجاب (0)
تعليق
نجمة آل درويش
30-نوفمبر-2021 06:40
اتفق مع ما قاله الوردي ان الإنسان مزيج من الخير والشر ويختلف عن الآخر في الدرجة او النسبة في الخير او الشر،ولكن أليس الله اعلم بما في قلوب العالمين؟
.... اقرأ المزيدأن يكون شخصا مثلا معروف عنه في الأوساط كثير الشر واستشهد في اللحظة الأخيرة.. أيصح أن نقول عن استشهاده إنها صدفة؟
أليس الله يعلم أن هذا الشخص مثلا كان يعمل خيرا كثيرا والله اعلم به ولهذا استحق هذة الخاتمة؟ إلا يمكن ذلك؟
على أعتبار أن الله لا يظلم أحدا فكيف يعطي ميزة ودرجة لشخص لا يستحقها؟
في هذا الكتاب وفي كل كتاب لا أحسب إننا سنتفق مع
إعجاب (1)
تعليق
rehab -
30-نوفمبر-2021 05:03
عنوان الكتاب:وعاظ السلاطين
.... اقرأ المزيدالصفحات :272
المؤلف: د.علي الوردي
تاريخ صدوره :1954
لايُختلف على جمالية أسلوبه الاخّاذ لروح العقل والجسد المصادم لأفكار العربي المعتاد التقليدي،
علي الوردي المفكر والباحث الإجتماعي العراقي الذي خرج من براثن الجهل التي عانى منها المجتمعات العربية وخاصة المجتمع العراقي من ظلم إجتماعي وأخذ يثور بقلمه على خاصة الناس من المتسلطين هم الحكام والوعاظ، وماعانته العامة في ظل وطأة الظروف السياسية والدينية خاصة، مُلقي الضوء على الوعاظ،المشكلة التي يتمحور حولها د.
إعجاب (0)
تعليق
حوراء فاضل
30-نوفمبر-2021 11:47
إسم الكتاب: وعاظ السلاطين
.... اقرأ المزيدإسم الكاتب: علي الوردي
تاريخ صدور الطبعة الأولى: 1954 م
صنف الكتاب: علم إجتماع
يُحكى أن رجلًا رأى ذئبًا يترصد بقطيعِ غنم، فأخذ يُلقي عليه المواعظ ويُحذّره أن يسرق أغنام الناس كيلا يُعاقب على فعلته، رد عليه الذئب وهو مشغول بمراقبة القطيع: نعم نعم، كلامك حق.. إن السرقة عمل قبيح وحرام، ولكن أرجو أن تختصر كلامك كيلا يفوتني القطيع!
إن الغنم هو الأكل الذي تفضله الذئاب، ورجلنا يعظه أن يخالف الغريزة المزروعة لديها! إن الذئب علم من مواعظ الرجل أن السرقة عمل
إعجاب (2)
تعليق