لماذا نكره؟ أو كراهيات منفلتة مرة أخرى
الهوية تقوم على الكره! هل هذا معقول؟!
قد يرفض معظمنا، لأول وهلةٍ، هذا الحكم المتسرّع والذي لا يخلو من تجنٍ على الهوية. نعم قد يبدو هذا تعبيراً مبالغاً ما؛ وإلا كيف تقوم الهوية على الكره؟! لكننا ننسى، في هذه اللحظة تحديداً، أن الهوية قد تقوم على ما هو أبشع من الكره، على القتل، قتل الآخر المختلف، قتل العدو الذي يُصوَر كشيطان رجيم أو كخطر يهدد وجودنا.
وهنا لا بد من تذكيركم بكتاب أمين معلوف عن «الهويات القاتلة»، وبكتاب أمارتيا صن عن «الهوية والعنف».
الهوية تقتل، وتقتل بلا رحمة! هذا ما يقوله أمين معلوف وأمارتيا صن، بمعنى أن للهوية قدرة- إذا ما توافرت لها الشروط اللازمة- على تحويل البشر من أناس عاديين إلى قتلة أو «أنصاف قتلة».
إلا أن ذلك ليس عملية تلقائية، بل إن أصحاب الهويات القاتلة لا يذهبون غلى القتل من دون أن يكونوا مدفوعين بـ «شيطان» عاطفي يوسوس في صدورهم، ويؤجج الحماسة في نفوسهم، ويجعل الدم يغلي في عروقهم، بحيث يكون قتل البشر، بالنسبة إليهم، مسألة تافهة مثل سحق حشرة أو قطع نبتة ضارة.
إنه شيطان الكراهية، الكراهية التي تقتل، إنها تلك المشاعر العنيدة التي تفوح منها رائحة الدم كلما تحرّكت في نفوس أصحابها. إنها أسلحة الحروب التي لا غنى عنها، وإلاّ هل رأيتم حرباً تُشنَ من دون إثارة الكراهيات، من دون شيطنة الخصم البغيض؟
بين الحرب والكراهية دعم متبادل. فالحرب تحتاج إلى الكراهية لشيطنة العدو وإثارة الحماسة المجنونة في نفوس الأتباع. والنتيجة تكون تجذّر الكراهية وانفلاتها أكثر وأكثر؛ لأن كل فعل أو قول جائز في الحروب، هكذا وكأن الكراهية تديم نفسها من خلال الحروب وفورات العنف المتكررة، فما الحل؟
قالوا عن كتاب «لماذا نكره» لـ د. نادر كاظم
يتقصى الكتاب جذر الكراهية في المجتمعات البشرية، منذ «غريزة العدوان» التي تحدث عنها فرويد وحتى الكراهية «المصطنعة» التي يتم إنتاجها بأجهزة الدولة الحديثة. - بثينة العيسى / Goodreads
لست في موقع يجيز لي تقييم الكتاب ولا كاتبه، فمن يقيّم عالمًا يجب أن يكون أعلم منه. لكن على المستوى الشخصي يكون الكتاب ناجحًا بالنسبة لي إذا استطاع أن يكشف عن زوايا جديدة وغائبة في «فهم» القضية التي يتطرق لها، وأن يخلق فيك تلك الحالة التأملية التي تجعلك في البداية تخوض حوارًا مع الكتاب وما إن تصل إلى النتائج حتى تبدأ بتفكيك ومسائلة كل أفكارك القديمة وإعادة النظر فيها في ضوء النتائج الجديدة التي توصلت إليها. وهذا بالفعل ما تحقق مع كتاب " لماذا نكره؟ " مثلما تحقق من قبل مع كتب د. نادر كاظم السابقة. - حسين المطوع / مدونته الشخصية.
اقتباسات من كتاب «لماذا نكره » لـ د. نادر كاظم
الكراهيات المغرضة هي الكراهيات التي يجري تصنيعها فجأة ولأغراض معيّنة، ثم سرعان ما تختفي حين تحقق غرضها.. وهي تختفي، كما بدأت، وكأنَّ شيئًا لم يكن.
لكل كراهية انعكاسات وتبعات، وعلى ضحيةٍ ما أن تدفع الثمن، وغالبًا ما يدفع الضعفاء هذا الثمن.
على خلاف الانفعالات المَرَضية الحديثة مثل القلق والاكتئاب، فإن الكراهية تمتاز بأنها عاطفة عريقة في تاريخ البشرية، كما كان التعبير عن هذه الكراهية يمتاز بعراقة مماثلة. فطوال التاريخ كان الناس يكرهون، وكان الدم يغلي في عروقهم وقلوبهم كراهية لشيءأو لشخص أو لجماعة.
muzahara (مزهرة)
30-سبتمبر-2023 11:28
يقول مصطفى محمود :(الكراهية تكلف أكثر من الحب لأنها إحساس غير طبيعي، إحساس عكسي مثل حركة الأجسام ضد جاذبية الأرض).
.... اقرأ المزيدالتجربة الأولى في علم الاجتماع ، تجربة مثيرة ودسمة في نفسه الوقت.
كان الكتاب رفيقي خلال فترة زمنية طويلة من ناحية الزمان ،أما من ناحية المكان فقد كان من أكثر الكتب التي أنجزت قراءتها في أكثر من مكان ،ما أتاح لي تطبيق ومقارنة ما في الكتاب على أرض الواقع، مشاهدة الناس بمختلف أنماطهم وتوجهاتهم، كيف ينظرون إلى بعضهم البعض، وكيف هي ردات فعلهم بين حسن المعاملة وسوءها، ومن يقف حا
إعجاب (0)
تعليق
أحمد شلبي
28-سبتمبر-2023 09:28
لا أعلم ما هي المقاربة التي جعلت مصطلح دريدا الشهير/ الأثر، يلتمع في خاطري إثر قراءة هذا الكتاب، والرابط هي البنية الكلية لشخصية الكاتب القائمة على التأثر بعدد كبير من مصادر المعرفة المأثورة، كما ومخياله العالي الذي يسمح باستكناه عالٍ للنصوص -بشتى أنواعها- وواقع الحال أن الكاتب قد صرَّح بغايته الظاهرة والمتمثلة في الخروج عن النقد الأدبي النصوصي إلى الكتابة في حقل أوسع، ألا وهو الثقافة، ولكن الحقيقة أن عين الناقد لم تفارقه في هذا الكتاب خاصة، كما ومجموع كتبه عامة، وبها ظفر باستكناه عميق لفحوى الك
.... اقرأ المزيدإعجاب (0)
تعليق
Mohamed Khaled
25-سبتمبر-2023 02:21
كتاب "لماذا نكره؟ أو كراهيات منفلتة مرة أخرى" هو بمثابة دعوة لفهم الكره، ونشأته، وما يترتب عليه من أفعال وأحاديث عنيفة تجاه الأخرون، فأنا مثلاً أحاول دائماً أن أُقلل من استخدامي لوسائل التواصل الاجتماعي وأحاول اختيار ما يُعرض أمامي بعناية، وعلى الرغم من ذلك، تنفلت كراهيات أمامي، وأجد نفسي أمام حشد هائل من البشر يسبون ويشتمون ويُنددون بالقتل لبعضهم البعض، فكيف ترعرع في وادينا الطيب كل هذا الكره؟
.... اقرأ المزيدفي الحقيقة، -كما وضح الكتاب- أن الكراهيات موجودة منذ الأزل، ووادينا ليس بطيب تماماً، ولكن ما كان يُ
إعجاب (0)
تعليق