الاقتباس من المحكي الروائي إلى المحكي الفيلمي
حاولنا من خلال هذا البحث أن نبين كيف يتم استعداء الروايات الهادرة بالمعنى وإخضاعها إلى تأويل سيماتوغرافي لإخراجها إلى الناس شاهرة متعتها وجمالها. وقد رصدنا السيرورة التحويلية التي تمر منها هذه الأعمال عظيمة لتصبح ضيفًا بصريًا وصوتيًا على الخيال الجماهيري، بعدما ظل نائمة في توابيتها اللغوية أزمنة طويلة.
إن الاقتباس عملية بعث وجودي، أي ا٢خراج الوجود الدرامي إلى الوجود الفني الميتافيزيقي، وقد فسرنا الفرق بين الترجمات التي يفترض فيها الأمانة والخلاصات الاعتمادية المتعددة ووضحنا من خلال ذلك كيف يمكن للاقتباس أن يجعل السينما تعيد التفكير في لغتها، وتبحث عن أشكال جديدة تهبها القدرة على احتواء الثورة الحكائية والثقافية الكامنة في المتون الأدبية، لكن هناك سؤالًا أساسيًا لابد من إعادة طرحه وترهينه، ما الذي يدفع السينمائي لاقتباس رواية ما؟
هذا السؤال أعاد "جيل دولوز" طرحه أمام المخرجين الشباب في أحد المعاهد السينمائية بفرنسا ضمن محاضرة حول "الفعل الإبداعي"، من خلال تساؤله: ما هو الدافع الفني، والثقافي، والسياسي، الذي يجعل المخرج السينمائي يمتلك حقوق اقتباس عمل الكاتب الروائي؟
لا يوجد مراجعات