وطني مصر
تعتمد مادة هذا الكتاب على حوارات محتدة بين كاتب نوبل العربي الشهير نجيب محفوظ، وصديقه الأديب المصري الشاب محمد سلماوي، وهي حوارات استغرقت أكثر من 40 ساعة مسجلة يتحدث فيها محفوظ عن مصر التي يعرفها أكثر من أي شخص آخر. يعرف تاريخها وحضارتها ويعرف ناسها الذين يسكنون الحواري والأزقة في المدينة القديمة والذين تمتلئ بهم رواياته الـ 50، كما يعرف أيضاً مشاكلها الحالية من الأزمة الاقتصادية إلى التطرف والإرهاب. وربما لم يستطع أحد أن يخرج ما في محفوظ مثل محمد سلماوي، فهو أديب وكاتب مسرحي، وهو من أقرب المقربين إلى محفوظ حيث اختاره ليكون ممثله الشخصي في احتفالات نوبل عام 1988 التي لم يستطع محفوظ حضورها، فكان محمد سلماوي هو المؤتمن على كلمة محفوظ التي قرأها بهذه المناسبة في الأكاديمية السويدية باستوكهولم، إلا أن محمد سلماوي ينتمي لجيل آخر غير جيل محفوظ، وهذا الاختلاف يولد شرارة حديث شيّق وهي بين الرجلين، وقد كان هذا هو السبب الذي دعا محفوظ لاقتراح صيغة الحوار مع سلماوي لهذا الكتاب الذي يعتبر الأول من نوعه في اللغة الفرنسية. فخلافاً لما صدر من قبل في بعض الكتب الحوارية مع محفوظ يعتمد هذا الكتاب على موضوع واحد هو مصر، مما يعطي فرصة نادرة للتعمق فيما يمثله "البلد الأم" كما يسميه محفوظ في الحوار... البلاد الذي اخترع الحضارة.
وقد لاقى هذا الكتاب إقبالاً كبيراً في فرنسا عند صدوره، وأدلته وسائل الإعلام اهتماماً خاصاً وتحدثت عنه مجلة "لكسبريس" والكتاب الذي بين يدي القارئ ليس بترجمة للكتاب الفرنسي "وطني مصر" بل أنه هو الأصل لأن الحوارات التي دارت بين نجيب محفوظ وبين محمد سلماوي كانت العربية وما جمعه الكتاب في حياته إنما هو النص الحرفي للحوارات قبل أن تترجم للفرنسية.
لا يوجد مراجعات