الانسان المهموم: العلاجيات الفلسفية
كتاب «الإنسان المهموم؟: العلاجات الفلسفية» فهو الجزء الرابع من سلسلة «الفلسفة المفتوحة على الجميع»، مخصَّص في مجمله لـ «فلسفة الأخلاق»، لكن ليست أيَّة أخلاق! يؤكّد شوقي الزين، مضيفا أنه عادةً ما نميل إلى «أخْلَقَة» الأخلاق نفسها بجعلها مبادئ ميكانيكية وروبوطية، قسرية وإكراهية، ترهيبية وعدوانية، في الغالب أوامر وزواجر ووعظيات.
وإذا كان صحيحًا أنّ الأخلاق اتَّخذت في لا شعورنا الجمعي هذه «الديكتاتورية» في الأوامر والزواجر إلى غاية تعطيل الفعل البشري الحي والخلَّاق، بجعله فعلًا خاضعًا لقاعدةٍ، ومذعنًا لمبدأ، فإن الأمر يختلف تمامًا مع ما تريد الكاتبة تبيانه من الأخلاق التي هي المسمَّى الآخر للحرية، حرية التصرُّف، وحرية الخيار والقرار، وحرية المسؤولية وتحمُّل تبعات الفعل.
والأخلاق الحقَّة، يضيف ذات المصدر، هي تلك التي تُحرِّر وتُعلِّم المسؤولية الفردية والجماعية، وتربط الإنسان بذاته وبغيره.
يقول شوقي الزين إنّ الكاتبة تنقلنا إلى وضع جديد من التفلسف هو النظر إلى الفلسفة بصفتها «ممارسة علاجية»، تُعالج اختلالات العقل من تعثُّر وزلل في البحث عن الحقيقة وتشييد المعرفة، واضطرابات الأنا في التأثُّر بالأشياء والتغيُّر في الأحوال من فرح وترح وتبجح، وأهوال الوجود من عبث وعدم ومصير.
تعتني الفلسفة بمعالجة كل هذا علاجًا يضمُّ التساؤل، وإرادة الفهم، ودفع الغم، والنظر المعمَّق والمستبطن. «من شأن الفلسفة أن تتلبَّس أدوار «الطب الروحاني» الذي يعالج الأسقام الظاهرة والباطنة، العقلية والنفسية والوجودية، وملأ النفوس التائهة والحائرة والمهمومة بعزاء البحث عن بدائل تُخفف من سلطان الأوهام على النفوس وسطوة الخيالات الفاسدة والمنغِّصة للعيش الرغد».
لا يوجد مراجعات