أدب الصغير وأدب الكبير
أدب الصغير وأدب الكبير لعبد الله بن المقفع، تقديم وتعليق عبد العزيز نبوى والمعاد طباعته عن الدار المصرية اللبنانية، فكان بن المقفع فى أدب الصغير ناقلا او هكذا يبدو من قوله ” قد وضعت فى هذا الكتاب من كلام الناس المحفوظ حروفا فيها عون على عمارة القلوب وصقالها وتجلية ابصارها، واحياء للتفكير واقامة للتدبير ودليل على محامد الامور ومكارم الاخلاق، ان شاء الله “. ولكن يبقى له لطف الصياغة وحسن الاختيار، وكتاب أدب الصغير يتضمن دروسا اخلاقيا ترغب فى العلم، وتدعو المرء الى تهذيب نفسه، وتروضها على الاعمال الصالحة، وتوصى بالصديق، وتتكلم عن سياسة الملوك ومن تلك الافكار التى تناولها عبد الله بن المقفع فى أدب الصغير هى ” محاسبة النفس، ذكر الموت، احصاء المساوئ، الخصال الصالحة، دعوة المرء الى تعليم نفسه قبل تعليم غيره، العجب آفة العقل، العلم زين لصاحبه، علامات اللئيم المخادع، انواع الرجال، من اشد العيوب خفاء عيوب المرء عليه، سخافة المتكلم، قارب عدوك بعض المقاربه ولاتقاربه كل المقاربة، فائدة المشورة، الطمع، المال كل شيء و الفقر مجمعة للبلايا، وأشار بن المقفع ايضا الى انه وضع فى هذا الكتاب الجزء الخاص بأدب الكبير من كلام الناس كما ذكر فى مقدمة أدب الصغير اذ قال ” فلم يبق فى جليل الامر ولا صغيره لقائل بعدهم مقال، وقد بقيت أشياء من لطائف الامور فيها مواضع لصغار الفطن مشتقة من جسام حكم الاولين وقولهم فمن ذلك بعض ما انا كاتب فى كتابى هذا من ابواب أدب التى يحتاج اليها الناس، وقد قدم بن المقفع للأدب الكبير بتوطئة فى فضل الاقدمين على العلم، ثم وجه حديثه فى هذه التوطئة الى طالب العلم، فحثه على معرفة الاصول والفروع، ثم انقسم كتاب أدب الكبير بعد ذلك الى قسمين الاول – فى السلطان – ومما جاء فى هذا القسم : اياك وحب المدح، تجنب الغضب والكذب، تفقد احوال الرعية، أدب صحبة السلطان واحتمل ماخالفك من راى السلطان، والقسم الثانى فقد افرده بن المقفع للصداقة والصديق ومما جاء فى هذا القسم : ابذل لصديقم دمك ومالك، لاتنتحل رأى غيرك، لاتخلط الجد بالهزل، لاتتطاول على الاصحاب، ادعاء العلم فضيحة، العدل فى العدو والرضا نحو الصديق، اختيار الصديق، صيانة اللسان، الاحتراس من سورة الغضب، ذلل نفسك على الصبر، لاتكن حسودا، كيف تعامل عدوك، حاذر الغرام بالنساء، الصبر على الاعمال يخففها، اياك والجبن والطمع، احترس مما يقال فيك، كيف تجالس الناس، حسن الاستماع وحسن المجالسة وسؤوها، ومن الجدير بالذكر انه حين صدر كتاب أدب الصغير سنة 1911 بتحقيق أحمد زكى باشا قرر أحمد حشمت باشا ناظر المعارف العمومية آنذاك ” وزارة التربية والتعليم ” تدريس الكتاب فى المدارس المصرية حتى يشب النشء على الحكمة وأدب، وتنطبع نفوسهم الرطبة على مكارم الاخلاق منذ نعومة اظافرهم، الى جانب اعتيادهم التراكيب الفخمة والاساليب الجزلة، مع جمال التقسيم فى عرض الافكار وصياغتها فى قالب الابداع
لا يوجد مراجعات