الخطاب السياسي في السينما المصرية
الحكم الجمالي ارتبط بالتنظير السياسي منذ فجر التاريخ، فقد عني المفكرون السياسيون منذ أقدم العصور، بفلسفة الجمال والفن، فتم تناول العلاقة الإشكالية بين الجمال والنظرية الديمقراطية في أعمال أفلاطون، وأرسطو، وتوماس هوبز، وجان جاك روسو، وغيرهم.
على أن أفلاطون كان يبدي عداء شديداً للفنون، ويرى أن غاية الإنسان الأساسية هي فهم العالم، فلابد للإنسان أن يحرر نفسه من سحر الفنون والإغراءات المختلفة، ومن هنا عادى أفلاطون الفنون، وطالب بأن يتم حظرها وتقييدها، ولأن الفنون هي تمثيل، أو تجسيد خادع للواقع، فلا ينبغي على الفرد أن ينجذب لها فعليه، إدراك الواقع بعقله والابتعاد عن غريزته وعاطفته، وأن يكون العقل هو المتحكم في الغريزة.
وتوضح الدكتورة مريم وحيد، أن دراسات النظرية السياسية الحديثة، تناولت أنماط التفكير السياسي في الصور، وليس في النصوص المكتوبة فقط، فالصورة قد تكشف خصائص سياسية لا يمكن للنص المكتوب أن يفصح عنها، وقد تعكس الأفكار السياسية لعدد أكبر من الجماهير، وفي إطار ذلك جاء الاهتمام بدراسة الفنون البصرية، مثل الفن التشكيلي والفيلم، ومن هنا ظهرت أهمية الفيلم في التنظير السياسي.
لا يوجد مراجعات