صناعة الجهل وتفكيكه
يقول الجميع إننا نعيش في عصر العلم، ويقول هذا الكتاب أننا نعيش في عصر الجهل، كيف ذلك، ولماذا، ومن المسؤول؟
كيف تمكنت صناعة التبغ من خداع العالم أجمع والاستمرار في بيع منتج يقتل الملايين سنويا؟ لماذا نقل الأوروبيون الغزاة بعض المعارف والنباتات والتقنيات من أمريكا وتركوا غيرها يكتنفه الجهل، أو عمدوا إلى تدميره؟ ما علاقة الحرب الباردة وسياساتها بإنكار التغير المناخي؟ كيف استطاعت بعض شركات الأدوية بيع منتجات كان معروفًا لدى السلطات والمجتمع العلمي الطبي أن لها أضرار جانبية قاتلة؟ كيف أصبح الرجل الأبيض الأوروبي عنصريا، وكيف يستمر في ممارسة العنصرية حتى وهو يتبرأ منها؟ كيف يمكن أن تصبح معايير مثل الشفافية والتوازن والحياد أدوات لإنتاج الغموض والشك؟ يبلغ حجم الوثائق السرية التي تحتفظ بها الولايات المتحدة، ومعدل إنتاجها السنوي أضعاف ما يُنتج من الوثائق والكتب التي تحويها أضخم مكتبات العالم في كل فروع المعرفة، لماذا تنفق الحكومات مبالغ هائلة للاحتفاظ بهذا الكم؟
هناك آليات عدة لإنتاج الجهل مثل الإهمال المتعمد أو غير المتعمد، والسرية والتكميم، وتدمير الوثائق، واتباع التقاليد التي لا تحتمل النقاش، وأشكال لا تحصى من الانتقائية الثقافية السياسية. علم الجهل هو دراسة صناعة الجهل، دراسة الضائع والمنسي، دراسة الجهل المقصود وغير المقصود، الجهل السيء والجهل الفاضل.
حظيت المعرفة بتاريخ طويل من الدراسة والبحث، بينما لم يحصل الجهل على نفس القدر من العناية رغم ضآلة معرفتنا أمام ضخامة جهلنا، كل ذلك وغيره من اشكال القصور وأنواع الجهل يتناولها هذا الكتاب في محاولة البحث عن الإجابات ووضع المنهجيات لدراسة الجهل وفهمه.
لا يوجد مراجعات