البلاغة والسياسة: سلطة الخطاب وخطاب السلطة
منذ ظهورها خلال القرن الخامس قبل الميلاد بسيراكوزة، وفق ما ذهب إليه رولان بارت في "البلاغة القديمة"، لم يثبت وضع البلاغة على حال، ولم يُحسم في حدود مجال اشتغالها ولا في السجال الدائر حول ما إذا كانت فنًا نبيلًا مرغوبًا "يروض انفعالات الشعوب، وينتصر على ارتيابات القضاة، ويخلخل حزم مجلس الشيوخ" مثلما وسمها شيشرون، أم هي فن للمخادعة والتعتيم والتطويع الماكر الذي يستهدف استغلال النوايا الحسنة لم يتوجه إليهم بل ظلت على مدار تاريخها مثار أخذ ورد يعكسه مسارها المتموج الذي عاشت خلاله لحظات مفارقة تراوحت بين الانكماش والاحتضار احيانًا والانتعاش والانتشاء أحيانًا أخرى.
لا يوجد مراجعات