نواجه إذن، من البداية، شريحةً استعارية _ ولذلك شعرية _ اجتُزئت من كُلٍ كنائي، لتدل عليه، وحيث لا يخلو عنصرٌ واحد في هذه المروية الكثيفة، من إحالةٍ فادحة الرمزية، تحتاج مقاربتُها بالضرورة إلى منحىً تأويلي.

إن مديحه الكبير لترجمة يسينسكا لا يمكن أن يأتي إلا من كاتب متعدد اللغات، يتحدث التشيكية إضافةً إلى لغته الأم الألمانية، وكان لديه فهم متطور لمَهمة المترجم، الذي تتجاوز كتاباته الحدود اللغوية والثقافية.

تعدّدت التقنيات الفنية التي استخدمتها الكاتبة بوعي تام، فقد امتازت القصص بوصفٍ تفصيلي للأماكن، والروائح، وملمس الأشياء وكأن ناقل الحدث يصّور الأحداث بعين كاميرا سينمائية لا تغفل عن زاوية أو انعكاس ظل.

وهكذا تناولت الرواية فترة أسبوع واحد من حياة عجوزين، وكان على هذا الأسبوع الوحيد أن يحمل كلَّ شيءٍ مهمٍّ حدث طوال الأربعين عاماً السابقة. أحفورة؛ حاضرٌ مضغوطٌ لأقصى درجة يحمل في ثناياه الماضي. ولكن كيف لهذا الماضي أن يتمظهر في الحاضر؟

إنهم في كلِّ مكانٍ حوله، عشرات منهم يجرون على جسده، ومئات غيرهم يهرعون للانضمام إليهم. رشَّهم بالرَّذاذ، وتعطَّل الخرطوم. سمعَ كرِس هسيسًا عاليًا، وارتفعَ الضَّباب المميت في سحابةٍ عظيمة من بين كتفيْه، يُغطِّيه، يَخنُقه، يحرق عينيْه ويُشوِّش الرُّؤية.

يظهر السؤال موجعًا، والطريق وعرًا يصعب فيه الاستدلال على المفاهيم ومصاديقها، وإطلاق الأحكام ما بين الخطأ والصواب. أتكون خولة الجانية؟ الأم المضيعة والسلطة القاسية، أم أن الأبناء تاهوا وتغربوا وجحدوا؟ وكيف ستنجو الأوطان والأبناء، فلا تصبح أطلالًا… لا يبكي عليها أحد.

تُعدّ فعاليَّة ماراثون القراءة الخيري أهمّ تمظهرات العمل الثقافي المجتمعيّة التي اضطلعت بها المكتبة منذ تأسيسها في عام 2016، سواء على مستوى اجتذاب الجماهير للمشاركة والانخراط في الحَدَث أو على مستوى القدرة التغييرية للفعل الثقافي والمساهمة في ترسيخ حيويّة الثقافة وإسهامها البنّاء في صالح الإنسان والمجتمع.

يرتبط الصوت بالمهارة في استخدام اللغة، اختيار وترتيب الكلمات، والطريقة التي تُنطق بها. يمكن للصوت أن يأخذك إلى مكان بعيد في القصة، وهنا تكمن الصعوبة.